كريم حسامي
لا يمكن للاسرائيلي الاستمرار على نفس النحو في الجبهة الشمالية مع لبنان، لان تكتيكه واستراتيجيته لا توديان إلى أي نتيجة في ما يخص تهديد “حزب الله” وإيقاف هجماته. فال80 الف مستوطن الذين غادروا منازلهم ويعيشون في فنادق وبيوت تُغطّي تكاليفها الحكومة، لن يوافقوا على العودة الى بيوتهم طالما كان الحزب موجوداً على بضع أمتار منهم وصواريخه تُشكّل تهديداً لهم، فضلاً عن أنهم لا يثقون بتصاريح المسؤولين الاسرائيليين عن محاربة الحزب وتكبيده خسائر كبيرة لأنّهم ببساطة يريدون من الحكومة والجيش إبعاد الحزب كلياً عن الحدود، ما يشعرهم بالأمان وعدم القلق من صواريخه المضادة للدروع التي تنهكهم يومياً.
غير أنّ المشكلة الوحيدة بالنسبة للقيادة الاسرائيلية هي أن التوقيت لفتح جبهة لبنان كلياً، أي البدء بالحرب الشاملة وإدخال قوّة “حزب الله” مئة بالمئة، ما سيؤدي لتدمير لبنان وإسرائيل بالكامل، لم يحن بعد لو حتّى اقتربت لحظة الانطلاق.
لبنان هو طرف أساسي في محور المقاومة بوجود صقر ورأس الأدات الإيرانية، حزب الله الذي يملك جيش من أهم جيوش المنطقة، تحت غطاء أميركي-اسرائيلي، ويملك سلاح لا يمكن لأحد تخيل قوتّه أظهر 5% منه في المعارك مع الجيش الاسرائيلي خلال الحرب الحالية جنوباً. والطرفان لا يمانعان الحرب الشاملة على عكس ما كان يقولانه خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وللمرة الأولى، يؤكد أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله عدم ممانعته الحرب واستعداده لها.
لو حتّى توقفت الحرب في غزّة، هذا لا يعني أنها ستتوقف في لبنان لان المستوطنين لا يمكنهم العيش في منازلهم من دون إبعاد الحزب وهذا ما لن يحصل، ما سيؤدي الى إطالة الحرب مثلما أكّد رئيس الاركان الاسرائيلي أن جنوب لبنان سيبقى ساحة قتال طالما الحزب يعمل هناك، ما يوصلنا الى حرب استنزاف طويلة يدفع ثمنها الشعب اللبناني، خصوصاً جنوباً.
الضربة الاميركية في اليمن
توازياً، أتت الضربات الأميركية-البريطانية ضد اليمن لتبرهن أن الأميركيين لا يمانعان اطلاقاً توسيع دائرة الجرب الشاملة في المنطقة التي بدأها الاسرائيلي من غزة ويجّر الشرق الاوسط تجاهها رويداً رويداً.
ما يجري في المنطقة واليمن تحديدا آثاره بعيدة المدى ويدخل ضمن مشروع تكوين النظام العالمي الجديد من كورونا إلى أوكرانيا والشرق الأوسط وتايوان لاحقاً، حيث تؤثّر كل هذه الأحداث على النظام الاقتصادي العالمي وأسعار النفط التي ترفع أسعار الطاقة والمواد الأساسية عالمياً، ما يؤدي الى زيادة معاناة الشعوب حول العالم وليس الأنظمة التي لا تشعر بأي أذى.