كريم حسامي
منذ قرون وتستخدم الحكومات وسائل الاعلام على كل انواعها لقيادة الرأي العام مثلما تحلو لها الطبقة الحاكمة من أجل استغلال شعبها لاخذ دعمه في الدفع قدما بمخططاتها من دون اعتراضات.
فعندما يدخل الشباب في أي ايدليوجية وحزب سياسي او تفكير مُعيّن، يكون السبب الرئيسي هو عامل معين سمح لكل شخص بتكوين فكر سياسي سمح لمجموعة ان تدخل فيه.
التحرر من الاخلاق وتفكيك روابط الاسرة
فوسائل الاعلام هي السطلة الرابعة كما يسمونها لكنها في الحقيقة السلطة الاولى والوحيدة التي تحكم الشعوب والحكومات.
في آخر عقود، اصبح هناك وسائل غير اخلاقية استخدمها الحكام لتجييش الشباب منها ويكفي ان نشير الى ما قاله مؤسس الدولة السوفياتية والمنظر الأساسي للثورة البلشفية في بلاده. يعد من أهم زعماء الحركة الشيوعية العالمية، ومن أهم صناع التاريخ العالمي المعاصر فلاديمير لينين: “ان افضل الثوريين هو شاب متحرر من المبادىء الاخلاقية”.
وعملت الاحزاب بسرية تامة على خلق جيل من الشباب من الجنسين، لا يؤمن بالقيم االاجتماعية والخلقية. تشمل الخطوات األاولى لبرنامج تربية الشباب الثوري: تفكيك روابط الاسرة، وإثارة الاولاد على سلطة آبائهم حتى قبل بلوغ سنّ الرشد. وأدخل المخربون في نفوس الاطفال أن آبائهم جيل رجعي متأخر ويربون اولادهم على الكذب والاساطير، كما هي الحال في قصة بابا نويل والمكان الذي يخرج منه المولود.
وعلّل المخربوف ذلك التأخّر عند الاباء، بأنه نتيجة للاستغلال الرأسمالي، وأن الجيل القديم هو ضحّية التعاليم الرجعية. ومن هنا كان على الولد أن يٌعلّم والديه الافكار التقدمية الحديثة، وألا يسمح لهما أبدا بالسيطرة عليه وتوجيه كما يشاءان وكان الهدف من هذه الحملة الهدامة هو تقويض قدسية ووحدة الحياة العائلية.
وتأتي الخطوة التالية وهي: إزالة احترام رجال الدين من نفوس الاطفال وحتى يتوصلوا إلى ذلك، صوروا رجال الدين وكأنهم الفئة الاقل ذكاء والاضعف بنية في المجتمع، وأنهم في الحقيقة خدام للطبقات الحاكمة.. وتعلم الاولاد قول ماركس: “الدين أفيون الشعوب، لانه يعلم الخنوع والقبول بالفقر والمرض والعمل المرهق، بهدف إصلاح الروح”.
الى ذلك، يصبح الاستهزاء بالرموز الدينية من انبياء ورسل وغيرهم امرا عاديا يؤدي الى انقلاب الشباب على الدين. مثلا، صوروا المسيح على انه ابن غير شرعي لمريم، الشابة اليهودية. والامر نفسه يحصل مع النبي محمد وغبرهما من الرسل في اديان اخرى.
ترويج الجنس
وفي خصوص ترويج الجنس، يتم بيع كتب ومجلات الدعارة بشكل واسع وبأسعار رخيصة، ما يحطم الشعور الاخلاقي الذي أوجدته وطورته قيم ثقافات الاديان. أما تأثير السينما فقليل من الناس تدركه لان السينما الحديثة أدت دورا كبيرا جدا في انقلاب الشباب على بيوتها وأوطانها وأديانها، فدور السينما تعرض أفلاما تدور فيها اعمال اجرامية التي يقوم بها الفاسقون من الرجال والنساء.
وفي ما يتعلق بنشر الشذوذ، يتم توزيع مشاهد الدعارة والرذيلة، لتعرض سراً على مجموعات من الناس وتصور كل الانحرافات الجنسية التي عرفتها البشرية ونشرالمواد الاباحية التي تبث في القنوات الفضائية والارضية حتى. وتستعمل بهدف افساد الشباب، مما يشجعهم على الانخراط في صفوف المنظمات الثورية.
وأخيرا، تصبح العملية ناجحة عنما يظهر الشباب العداء للدين والقيم الاجتماعية وتلخلقية وبدت عليه ملامح القسوة والشدة.