يبدو أن الضجة التي تسبب بها مغني الراب الأميركي الشهير، كانييه ويست، لن تهدأ قريباً، بعد تصريح يمكن القول إنه يهدّد بإنهاء مسيرته الفنية بالكامل.
ويتصرف كانييه منذ سنوات بطريقة أقل ما يقال عنها إنها غريبة، وقد تكون في بعض الأحيان “مؤذية ومسيئة”، بحسب تعليق عدد من المتضررين من تلك التصريحات.
خلال الأيام الماضية، تفاعلت قضية تغريدة نشرها المغني على تويتر قبل أسبوعين، وتحوّلت إلى حملة واسعة النطاق ضده، لأنها تضمنت تحريضاً بقتل اليهود.
وجاءت التغريدة بعد أيام على ارتدائه قميصاً كتب عليه شعار “حياة البيض مهمة”، خلال حضوره أحد عروض الأزياء في باريس. وذلك الشعار يستخدمه اليمين المتطرف في أمريكا ضد حركة “حياة السود مهمة”، المناهضة للعنصرية.
ومنع ويست من استخدام تويتر وانستغرام لانتهاك قواعدهما.
كما تسببت التغريدة في فك ارتباط العديد من الشركات الموسيقية وغير الموسيقية بويست، وإزالة مجسم الشمع الخاص به من متحف مدام توسو في لندن. إثر ذلك، هبط تصنيف مغني الراب الشهير في قائمة فوربس للأثرياء، إذ لم يعد من بين المليارديرات، بعدما أنهت شركة آديداس شراكتها المربحة معه.
يعد ويست من أهم مغني الراب والهيب هوب في التاريخ، ويعتبر أنه أضاف لمسة من موسيقى السول على الراب. وكان من أول مغني الراب الذين استخدموا تقنية الأوتوتيون.
في أغسطس/آب2021، غير كانييه إسمه رسمياً إلى “ييه”، إذ إن للاسم رمزية دينية بالنسبة له. وقال في مقابلة إذاعية عام 2018، إن لفظ “ييه” من أكثر الكلمات المكررة في الكتاب المقدس. وأضاف: “حولت اسمي من كانييه والذي يعني “الوحيد”، ليصبح ييه، ويعني خيرنا، وشرنا، وضياعنا، وكل شيء”. إلى جانب كون “ييه” اختصاراً لاسم كانييه. وصادقت المحكمة على ذلك رسمياً في نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه.
في أكتوبر/تشرين الأول 2022 التقى ويست الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في زيارة خاصة للبيت الأبيض وتحدث لمدة 10 دقائق متواصلة عن قضايا سياسية واجتماعية وشخصية مختلفة.
ولعلّ أبرز ما قاله ويست خلال اللقاء هو أنّ “قبعة” “اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى” الخاصة بحملة ترامب، “تمنحه القوة بطريقة ما”، ليتابع: “كما تعلمون، انفصل والداي عن بعضهما، لذلك لم يكن لدي الكثير من الطاقة الذكورية في منزلي. وأيضاً، أنا متزوج من عائلة – (يضحك) – كما تعلمون، ليس فيها الكثير من طاقة الذكور”.
“شخص غير مرغوب به”
وفي العودة إلى الإجراءات التي تعرض لها ويست بسبب تغريدته المسيئة الأخيرة، فقد اقتيد الأربعاء من مكتب لشركة “سكيتشرز” للأحذية الرياضية التي عللت هذا الإجراء بكونه حضر إليه “من دون دعوة”.
وأضافت “نظراً إلى أن ييه كان يصوّر من دون إذن، تولى موظّفان مرافقته وزملاءه إلى خارج المبنى بعد محادثة قصيرة”.
وكانت وكالة “سي إيه إيه” التي تتولى إدارة أعماله، وهي من الأهم في هذا المجال في هوليوود، أعلنت الاثنين إنهاء تعاونها معه، في حين أعلنت شركة الإنتاج “ام آر سي” إلغاء عمل وثائقي يتناول ويست وسبق أن انتهى تصويره.
كذلك، أعلنت شركة “غاب” الأميركية للملابس الجاهزة الثلاثاء، أنها ستسحب من متاجرها كل المنتجات المتعلقة بتعاونها مع كانييه ويست، وستغلق الموقع الإلكتروني المخصص لها.
وأنهت دار “بالنسياغا” للأزياء الأسبوع الماضي شراكتها مع ويست.
ومن المتوقع أن تتوالى المزيد من ردود الفعل على الحادثة، مما يهدد بتدمير أي مستقبل لكانييه ويست في الحياة العامة.
المصدر: بي بي سي عربي