تتسارع التطوّرات في الشرق الأوسط، حيث عمّ الهدوء نوعاً ما بعد الاتفاق السعودي-الإيراني الذي ما لبث أن فشل في عدد لا بأس به من جوانبه. فبعد خطاب التهدئة في لبنان والعراق والهدنة الميدانية في سوريا واليمن، عادت مظاهر التشنّج لتسود الأحداث مع ما يرافقها من تصعيد على مختلف الجبهات.
وتكشف مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع ان “السعودية حاولت تهدئة الامور في لبنان واليمن لكن مساعيها لم تستمر طويلا حتى عادت الى التشدّد مع الضغط الإيراني أيضاً”، مضيفةً: “بعد ذلك، أتى اللقاء الخماسي في الدوحة الذي أنهى الهدنة مع إيران في لبنان وقرّر المواجهة على مراحل، ظهرت أولى مراحلها عبر المواجهات المسلحّة المدعومة اقليمياً في عين الحلوة تبعها التحذيرات الخليجية لرعاياها بترك البلد”.
وأشارت المصادر إلى أنه “إضافة الى هذه الأمور، تم نشر الإشاعات لتخويف اللبنانيين حول عودة التفجيرات والاغتيالات وبالتالي نشر البلبلة في عزّ الموسم الصيفي، ضمن الحرب النفسية، ما أدى إلى إلغاء نسبة بسيطة من الحجوزات لم تؤثّر على الوضع السياحي العام”.التقارير الشبه اليومية عن النار تحت الرماد التي لا زالت موجودة في عين الحلوة وتأكيد مصادر “فتح” ان المعركة المقبلة ستندلع تلقائياً قريباً، فضلا عن امكان توسّع المواجهات لتشمل المخيمات الفلسطينية الأخرى.
إلى ذلك، الكل بانتظار أيلول وما سيحمله المبعوث الفرنسي جان لودريان من افكار لانتخاب رئيس للجمهورية وترقّب انهيار اضافي في الوضع المالي في حالتين: إمّا سحب مبلغ من الاحتياطي لدفع رواتب القطاع العام بالدولار او عدم اعطاء تغطية قانونية لهذا الاجراء. عند رحيل المغتربين والسياح، تنتهي الهدنة السياسية والاقتصادية.
تعزيرات أميركية
في غضون ذلك، صعّدت إيران موقفها في اليمن، واحتجزت ناقلة نفط مٌهدّدةً حركة الملاحة في البحر الأحمر فيما شنّ الحوثيون هجوماً مضاداً مفاجىء للمرة الاولى منذ ثلاث اشهر، تبعها إعلان القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية، أمس الاثنين، أن “أكثر من 3000 بحار وعنصر من مشاة البحرية الأميركية من مجموعة باتان البرمائية (ARG) والوحدة الاستكشافية البحرية السادسة والعشرين، وصلوا إلى الشرق الأوسط في 6 آب، كجزء من خطة أعلنت عنها وزارة الدفاع مسبقا”.وردّ حسين العزي، نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء والقيادي في جماعة “أنصار الله” اليمنية (الحوثيون): “حرصاً على السلم والأمن الدوليين والحفاظ على سلامة الملاحة في البحر الأحمر يتوجب على القوات الأمريكية أن تبتعد عن مياهنا الإقليمية لأن أي إقتراب ( فقط مجرد إقتراب) قد يعني بداية المعركة الأطول والأكثر كلفة في التاريخ البشري “.فهل تتحضّر المنطقة لمنازلة أمنية بين وكلاء الولايات المتحدة وإيران في عدد من الدول؟ أم هي عبارة عم ضغط أمني لتأتي من بعدها التسوية الكبيرة عالحامي؟