بعدما تلقى صفعات عدّة من الغرب خلال أشهر، خصوصاً خلال الأسبوعين الأخيرين، قرّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تصحيح الخلل القائم واتخاذ خطوة جريئة في ظلّ إشاعة أجواء الغزو الروسي لأوكرانيا التي لا يمانعه الأخير.
تصاعدت الاشتباكات في الفترة الأخيرة بين الانفصاليين الموالين لروسيا والجيش الاوكراني في المناطق المنفصلة عن أوكرانيا واقتربت من الحدود الروسية. والواضح جدّاً ان روسيا كما الغرب تريد ان تضمّ موسكو لوغاسنك ودونيستك اليها من اجل تعقيد الامور أكثر والوصول الى الحرب، أكانت عبر دخول القوات الروسية الى بقية أوكرانيا أو محاولة استعادة المنطقتين من روسيا.
لذلك، قرر بوتين ردّ صفعات الغرب وردّ الصاع صاعين بعدما حشره الرئيس بايدن في خياراته، ما دفعه للاعتراف بالمنطقتين وارسال جيشه تحت مسمى “قوات حفظ السلام” فوراً الى المنطقتين وتحضير الارضية للدخول الى اوكرانيا حيث سيواجه حرباً ضروس ستكلفه كثيرا خصوصاً بعدما تم تحضير ارضية أوكرانيا لأكبر ملحمة تشهدها أوروبا.
والمؤشر ان الحرب آتية هي محاولة الغرب إيجاد مصدر آخر للغاز الروسي الى أوروبا عندما يحين وقت قطعه عن القارة العجوز، فحاول الأميركي مع قطر التي وافقت على مضض غير أنها تراجعت أمس نظراً الى حجم الغاز المفترض ضخه الى أوروبا والتي لا يمكنها تعويضه ومسايرة روسيا، فضلا عن اتخاذ المانيا خطوة كبيرة بإعلان تعليق مشروع تعليق مشروع “نورد ستريم 2″ وفرض عقوبات كبيرة على روسيا”، ما يؤشر الى مرحلة تضخم كبيرة في أسعار الغاز في أوروبا.
الاوروبيون ينتظرون وقف ضخّ الغاز الروسي اليهم، في موقف لم يختبروه سابقا لانه سيؤدي الى عدم امكانية تدفئة بيوتهم وعدم تمكنهم من تحضير طعامهم.
فالاوضاع الشبيهة بالحقبة ما قبل الحرب العالمية الاولى تنسحب على الشرق الاوسط ايضا، حيث يتم تحريك عدة جبهات عسكرية بالتوازي مثل تحريك الجبهة مع لبنان وسوريا توازيا مع قرب اعلان التوصل الى اتفاق نووي أميركي مع إيران يشمل رفع العقوبات وفتح المجال أكثر للأخيرة لرفع منسوب هجماتها على دول الشرق الأوسط.
وسط هذه التطورات، تفيد التقارير ان اسرائيل قد تستغل الحرب الروسية-الاكرانية التي ستخلق فوضى شاملة في أوروبا تمتد الى الشرق الاوسط من اجل شن هجوم على إيران أو أداتها “حزب الله” في لبنان.
هذه التقارير يمكن دعمها بهجوم حزب الله على إسرائيل عبر الطائرة المسيرة وخرق الطائرات الاسرائيلية الصوت فوق بيروت ومناطق لبنانية ردّا على هجوم حزب الله وتنفيذ تل أبيب غارات وهمية مكثفة على مناطق جنوبية توازياً مع استكمال المفاوضات حول ترسيم الحدود اللبنانية.
غير أن المؤشرات لا توحي بإمكان تنفيذ أي ضربة في الوقت القريب أو البعيد لاعتبارات عدة تتعلق بمصلحة إسرائيل بالابقاء على وصعها الحالي لمدة غير بعيدة قبل اطلاق شرارة الحرب.