أخبار عاجلة

غاز المتوسط الى أوروبا… حيث “يتجمّد” الناس برداً!

كريم حسامي

المفاوضات اللبنانية الاسرائيلية التي تميل بين الايجابية والسلبية وبين الحلّ والحرب، هدفها الرئيسي توصيل غاز البحر  المتوسط ونفطه الى أوروبا تعويضا عن قطع الغاز الروسي ونفطه بعدما وعدت واشنطن الاوروبيين بتأمين بديل.

فنقص الغاز الروسي الى اوروبا له تداعيات خطيرة على الاقتصاد الاوروبي وحياة المواطنين واوضاعهم المعيشية. من بين هذه التداعيات تدهور الاوضاع المعيشية للمواطنين وتدني رواتبهم بسبب التضخم الكبير، ما أدى الى اعلان اضرابات عديدة في قطاعات مهمة كالنقل والطيران والمصانع والصيانة وغيرها. والتداعيات تشمل ايضا الاختيار بين تأمين المواد الغذائية والتدفئة في الشتاء الذي على الابواب وهذا ما يحصل في فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا وبولندا وفنلندا وغيرها من الدول.

هذه التطورات تُشكّل سابقة خطيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية ولم يشهدها جيل الشباب أبداً، لذلك هي غير مسبوقة بالنسبة له وليس معتادا على تقنين الكهرباء من اجل توفير الطاقة وانقطاع المواد الغذائية بسبب مشاكل في سلسلة الاستيراد على عكس المواطن الذي يعيش في الشرق الاوسط واعتاد على الازمات الاقتصادية خلال 30 عاما واصبح لديه كل  البدائل مثل تركيب المولدات الكهربائية عند انقطاع كهرباء الدولة، وهذا ما يمكن تصوره في أوروبا في المرحلة المقبلة، اليس كذلك؟

الى ذلك، ينتظر أوروبا شتاءً قارساً ونقص الغاز الروسي أجبر الاوروبيون على جمع الحطب منذ تموز الماضي لتفادي الاسعار الخيالية للغاز ومنهم من يعجز عن تأمين البديل، فلا يمكنه أن يعتمد إلا على ثيابه أو يتجمد برداً مثلما قال وزير المالية البريطانية ناظم الزهاوي، لان الشتاء يستمر لفترة طويلة تمتد لنحو 6 أشهر.

وفي السياق، يمكن فهم تسلسل الاحداث والمواقف، حيث ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كسر قوّة اوروبا عبر قطع الغاز التي تعتمد عليه مؤكّداً قوته الاقتصادية الذي يترجمها سياسيا أمام القارة العجوز خلال 30 سنة وهذا ما حذّر منه الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب، وبالتالي خسرت أوروبا الكثير بسبب التخلي عن الغاز الروسي وموسكو أيضا لان الخسائر المادية ستكون كبيرة على الاقتصاد الروسي، غير ان توصيل غاز المتوسط الى اوروبا سيُعوّض بعض الامور العالقة ويريح السوق ما يؤثر ايجابا على المواطنين وهذا ما يسحب ورقة الضغط من روسيا لكن ليس كلياً.

لتفادي هذا السيناريو، نرى موسكو تُصعّد التوتر في الشرق الاوسك وخصوصا لبنان وسوريا حيث تسمح بتنفيذ الضربات الاسرائيلية المكثفة ضد مواقع ايرانية وتابعة لحزب الله في سوريا ثم تسحب شركتها النفطية من تنقيب النفط من لبنان، راسمة علامات استفهام من اي حوادث أمنية أتية ومعترضة على جهود التنقيب عن الموارد الطبيعية عبر دعم تهديدات حزب الله لضرب إسرائيل وتعطيل وصول الغاز الى اوروبا ما يؤدي الى ان تدفع القارة ثمنا اكبر، فضلا عن نشر معلومات عبر وسائل اعلام روسية عن مسؤولية إسرائيل بانفجار المرفأ عبر ضربه توازيا مع تجهور العلاقات الاسرائيلية-الروسية بسبب الحرب الاوكرانية.

عن admin

شاهد أيضاً

الاسرائيلي تحت الضغط ومُحرَج… فهل اقتربت صافرة الانطلاق من لبنان؟

كريم حسامي لا يمكن للاسرائيلي الاستمرار على نفس النحو في الجبهة الشمالية مع لبنان، لان …