كريم حسامي
بلغ العالم حقبة من اخطر الحقبات في تاريخه، خصوصا بعدما تأسيس الامبراطورية الأميركية عام 1776، اي بعد نحو 245 عاما من السيطرة وبلوغ أهم مراحل قيادة العالم اقتصاديا وسياسيا. ها هي الامبراطورية تنهار وتذوب وتبلغ مستوى متدن يُتوقّع ان يهبط أكثر فاكثر، وذلك عندما نطلع على الرسالة التي أرسلتها وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين الى رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي.
وحذرت يلين من أن الحكومة قد تضطر لاتخاذ “إجراءات استثنائية” لتجنب التخلف عن سداد الديون الذي قد تواجهه البلاد للمرة الأولى في تاريخها.
التحذير جاء في رسالة وجهتها الوزيرة إلى رئيس مجلس النواب الجمهوري الجديد كيفين مكارثي، قالت فيها إن وزارتها “تستعد اعتبارا من هذا الشهر” لاتخاذ الإجراءات الأولى بخصوص عدة صناديق تقاعد لموظفي الدولة.
ورغم أن هذه الإجراءات يفترض أن تكون مؤقتة، إلا أن يلين حذرت من أنه في ظل عدم وجود سقف جديد، يمكن أن تجد الولايات المتحدة نفسها في وضع التخلف عن السداد للمرة الأولى في تاريخها.
ويعني ذلك أن واشنطن لن تستطيع أن تسدد في الآجال أقساط الديون أو فوائدها.
وأوضحت في رسالتها أن “الفشل في تلبية واجبات الحكومة سيلحق ضررا لا يعوض بالاقتصاد الأميركي وسبل عيش الأميركيين كافة والاستقرار المالي العالمي”.
الغالبية الجمهورية في مجلس النواب يمكن أن تستغل عامل الوقت لمحاولة إجبار الديموقراطيين على التخلي عن بعض النفقات التي أقروها عندما كانت لهم غالبية مقاعد المجلس.
انهيار عالمي اكثر شدة
عندما تصل الدولة التي خلقت النظام الرأسمالي الذي يعيش فيه البشر الى الحضيض وتتخلف عن دفع ديونها، يعني هذا ان العالم بكل قاراته ودوله بانتظار مرحلة انهيار ستكون اقتصادية ونقدية حتما غير انها سيترتب عليها آثار طويلة المدى تمتد لخمس سنوات في الحد الادنى.
والاثار لن تبقى محدودة بالاقتصادية لكن الامنية ايضا، اي ستتصاعد التوترات الامنية حولنا من حروب اهلية وحروب عالمية واقتصادية وستتهدور حالة الانسان بنحو غير مسبوق.
الى ذلك، فان جملة “سيلحق ضررا لا يعوض بالاقتصاد الأميركي وسبل عيش الأميركيين” يعني ان شعوب القارات سيعانون بقوة من انهيار النظام الاقتصادي بعدما يقع الضرر الذي لا يعوض بالنظام المالي العالمي مثلما اكدت وزيرة الخزانة.
لذلك، سنشهد مزيد من الفقر والاضرابات الاجتماعيى والمالية والسياسية وتغيير خرائط الدول وحدودها، فضلا عن تغيّر عملة الدولار رويدا رويدا وهجرة عكسية من الجول الغربية نحونا بعدما بدأت هذه الهدرة بسبب الحرب الروسية، حيث انتقل عدد من المواطنين من دولهم الاوروبية نحو تركيا وجول الشرق الاوسط من اجل ايجاد الهرب من البرد القارس لعدم امكانية تأمينهم التدفئة.
هذا الوضع سيتدهور يوما بعد يوما مع الركود التي دخلت فيه أوروبا وأميركا وبالتالي سيضطر المواطن للصمود والتضحية في السنوات المقبلة للبقاء على قيد الحياة.