أخبار عاجلة

نتنياهو يلعب على تناقضات”الائتلاف” لنسفِه: هل ينجح؟

 في الربع الساعة الاخير الفاصل عن خروجه المرّجح من السلطة، للمرة الاولى منذ 12 عاما، يبذل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو جهودا لافتة لمحاولة الحفاظ على منصبه. فقد بدأ تحركاته منذ يومين، لإفشال حكومة “التغيير” قبل عرضها على الكنيست لنيل الثقة. وفي أول رد فعل على إعلان يائير لبيد زعيم حزب “هناك مستقبل” الإسرائيلي، مساء الأربعاء، نجاحَه في تشكيل حكومة بالتعاون مع زعيم حزب “يمينا” نفتالي بنيت، حض نتنياهو النواب اليمينيين على عدم محض “الثقة” للحكومة الإسرائيلية الجديدة التي وصفها باليسارية الخطيرة. كما دعا نتنياهو قادة المستوطنين وتحالف أحزاب العنصريين ونواب حزبه إلى اجتماع طارئ من أجل وضع خطة لإسقاط التركيبة الوزارية العتيدة قبل مثولها امام الكنيست.

بموجب اتفاق تحالف لبيد – بنيت، سيتولى السياسي القومي نفتالي بينيت (49 عاما)، وهو وزير دفاع سابق ومليونير، منصب رئيس الوزراء أولاً ولمدة عامين ثم يسلم المنصب إلى لبيد (57 عاما)، وهو مقدم برامج تلفزيونية سابق ووزير مالية سابق.

نتنياهو يضغط بقوة اذا على المشرّعين للتأثير عليهم، وهو سيضاعف جهوده هذه في الايام المقبلة، خاصة وان جلسة التصويت على الحكومة الجديدة، بأغلبية بسيطة من النواب، لن تُعقد سوى بعد نحو عشرة أيام، ما يعطي زعيم “الليكود” فرصة ذهبية ثمينة سيستغلّها جيدا، لقلب المعادلة. الرجل يركّز في حملته على علاقة التحالف الجديد بمنصور عباس، زعيم حزب القائمة العربية الموحدة. وفي السياق، نشر نتنياهو تسجيلاً مصوراً قديماً لبينيت يقول فيه إن عباس “زار إرهابيين قتلة في السجن” بعد هجوم في 1992 قتل فيه مواطنون من عرب إسرائيل ثلاثة جنود. وهو يحاول ايضا استقطابَ أعضاء من حزب “يمينا”، يُزعجهم العمل مع نواب عرب ويساريين.

هي ايام قليلة ويتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ”المركزية”، وتُحدَّد نهائيا هوية رئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد، مشيرة الى ان لا يمكن الحديث عن اي امر محسوم في هذا الشأن، خاصة اذا ما فعّل نتنياهو اتصالاته الدولية ايضا، طالبا مساعدةً من واشنطن في معركته، مقابل الاستمرار في الاجندة الثنائية المتفّق عليها منذ عقد ونيف، بين الجانبين، وفي المقاربات المشتركة لقضايا السلام في الاراضي المحتلة من جهة، والتهديد الايراني من جهة ثانية، وملفات الشرق الاوسط عموما.

فالجدير ذكره، تتابع المصادر، ان التحالف السياسي الاسرائيلي الوليد، لا تجمعه اية قواسم مشتركة سيما وأنه يجمع قوًى “هجينة” لا تلتقي على نقاط كثيرة، سوى على ضرورة التخلّص من نتنياهو واطاحته بعد توجيه تهم بالفساد اليه. فالحكومة الجديدة المقترحة ستحاول الحفاظ على الوفاق بتجنب الأفكار الخلافية، وأبرزها ما إذا كان يتعيّن ضم أراضي الضفة الغربية التي يريدها الفلسطينيون لإقامة دولتهم المستقبلية، أو التخلي عنها. وقد قال بينيت إن إقامة دولة فلسطينية مستقلة سيكون بمثابة انتحار لـ “إسرائيل”، وجَعَل من ضم أجزاء من الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 عنصرا رئيسيا من برنامجه السياسي، لكن محاولة العمل على ذلك وسط الائتلاف الجديد تبدو غير ممكنة سياسيا.

سيحاول نتنياهو الاستفادة من الوهن هذا، ومن تباينات الائتلاف الجديد، لضربه من الداخل، على ان يسعى في موازاة ذلك الى “إغراء” الاميركيين لدعمه هو في معركة العودة الى منصبه، على قاعدة “قديم تعرفو ولا جديد تتعرّف عليه”، كما يقول المثل اللبناني… فهل ينجح؟!

المصدر: المركزية

عن admin

شاهد أيضاً

الاسرائيلي تحت الضغط ومُحرَج… فهل اقتربت صافرة الانطلاق من لبنان؟

كريم حسامي لا يمكن للاسرائيلي الاستمرار على نفس النحو في الجبهة الشمالية مع لبنان، لان …