كريم حسامي
حرب/ابادة اسرائيل على غزة وجنوب لبنان فضحت عدد كبير من الأمور التي طفَت على السطح بشكل واضح.
بين الأمور التي فضحتها الحرب هي خيانة العرب لقضيتهم الأولى، فلسطين، وتركها لمصيرها من دون اي يرّف لهم جفن.
غير أن هذا الأمر لم يكن مستغرباً نظراً لما وصل اليه العرب، خصوصا تطبيع الانظمة العربية مع اسرائيل، من مصر والاردن وصولا حتى الإمارات والبحرين والسعودية لاحقاً وتعاونهم بالكامل مع تل ابيب على كل الاصعدة.
محور يُساعد على احتلال إضافي؟
كُنّا نعتقد أنّ المحور الآخر، محور إيران وأدواتها أفضل لأنه يُحارب هذا العدو تحت اسم محور “المقاومة والممانعة” لكن ما ظهَر خلال عام من الحرب أن هذا المحور سبّب الخراب وأحضر احتلالاً اضافياً، بدلاً من مساعدته فلسطين. فلو كان صحيحاً أنّها جبهات مساندة لمّا كانت تل أبيب مصرّة على احتلال مناطق كبيرة من غزّة، أهمها محور فيلادلفيا واستمرار ارتكاب المجازر اليومية.
اما سوريا التي كانت تُعتبر قلب محور المقاومة، فبقت خارج “جبهة المساندة” ولم يصدر اي تعليق من الرئيس السوري بشار الاسد عن ابادة غزة خلال عام كامل، فيما يستخدم الحزب جبهة جنوب سوريا لتوحيد الجولان المحتل مع جنوب لبنان.
من جهتها، اسرائيل تستخدم ورقة ايران لتبرير كل حروب الابادة من الضفة إلى غزة والحرب على لبنان بينما تبقى ايران صامتة ولا تُحرّك ساكناً لتغيير المعادلات التي تفرضها الدولة العبرية، أهمّها تغيير حدود الشرق الاوسط عبر ضمّ غزة والضفة لاحقا، وصولاً إلى محاولة عزل الجنوب اللبناني عن بقية لبنان عبر التركيز على استمرتر القصف اليومي العنيف على الجنوب ورسم الحدود حتى خطّ الليطاني..