أخبار عاجلة

هذه البنود الأميركية للتطبيع السعودي الاسرائيلي… هل تنجح؟

كتبت “الأخبار”:

هل أنهت الولايات المتحدة ترتيباتها لضمّ السعودية، رسمياً، إلى اتفاقات التطبيع مع الكيان الإسرائيلي؟ يفرض السؤال نفسه على طاولة البحث، في ظلّ مؤشّرات إلى انفتاح أميركي على وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، الذي كان يؤجّل التطبيع مع العدو، إلى حين تلقّيه ثمناً «شخصياً» من واشنطن. ووفقاً لأنباء أميركية وإسرائيلية، لم تنفها واشنطن ولا تل أبيب، تعمل إدارة الرئيس جو بايدن على تحقيق حزمة واسعة من عمليات المقايضة بين أطراف إقليمية وأميركا نفسها، تشمل تأمين مصالح ابن سلمان الشخصية، وفي الوقت نفسه الدفْع قُدُماً بمشروع التطبيع بين السعودية وإسرائيل، والذي طال انتظاره، بعدما زكّى وليّ العهد «اتفاقيات آبراهام»، وإن ضمنياً، وذلك عبر حليفته البحرين، التي ما كانت لتُقدِم على أيّ خطوة من هذا النوع من دون ضوء أخضر سعودي.

وعلى رغم أن ابن سلمان غدا، في أعقاب اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، بمثابة «الابن الضالّ» للولايات المتحدة، والذي شوّه سمعتها بوصْفه حليفاً لها، وباتت مطلوبة محاسبته وفق ما تعهّد به بايدن في حملته الانتخابية، حرصت واشنطن على إبقاء «شعرة معاوية» مع وليّ العهد، ومنع الإضرار الفعلي به. وهكذا، تَولّد – إلى ما قبل الحرب الروسية على أوكرانيا – «ستاتيكو» علاقات بين الجانبين، كان يمكن التعايش معه، وإن سجّل ابن سلمان جملة «زكزكات» لم تصل إلى حدّ الإيذاء العملي للحليف الأميركي. وفي إطار «الزكزكة» تلك، جاءت مفاوضاته مع الجانب الإيراني في بغداد، وحديثه عن إمكانية شراء السلاح الروسي وخصوصاً منه منظومة «أس 400» الاعتراضية، فضلاً عن تعزيز انفتاحه على الجانب الصيني اقتصادياً. لكن كلّ ذلك كان يمكن احتماله أميركياً، لو لم تندلع الحرب الروسية – الأوكرانية، وتستتبع وراءها أزمة في أسعار النفط، استدعت ضغوطاً أميركية على الرياض لفكّ شراكتها النفطية مع موسكو، عبر زيادة الإنتاج السعودي.


باتت مواجهة روسيا، إذاً، هي بوصلة الفعل واللا-فعل الأميركيَّيْن حول العالم، إلى جانب مواجهة الصين طبعاً. وبذلك، أضحى ابن سلمان تفصيلاً صغيراً في سلّم أولويات الولايات المتحدة، بما يمكّن بايدن من «ابتلاع» وعوده الانتخابية ضدّ الأمير السعودي. وحتى آخر حزيران المقبل، موعد جولة بايدن الإقليمية والتي ستمتدّ إلى الشرق الأقصى، سيكون على إدارته أن تنهي سلّة من الخطوات التي من شأنها إفادة المواجهة مع بكين وموسكو، بما يشمل إعادة «الابن الضالّ» إلى الحظيرة الأميركية – التي لم يغادرها فعلياً -. ووفقاً للأنباء الإسرائيلية والأميركية، فإن تلك السلّة تشمل الآتي:
– ترتيب محتمل بين السعودية وإسرائيل ومصر، تمنح القاهرة بموجبه جزيرتَي تيران وصنافير الواقعتَين في البحر الأحمر للرياض، برضًى وقبول إسرائيليَّيْن، ما يُعدّ خطوة أولى على طريق تطبيع العلاقات بين المملكة والكيان العبري.

– اتفاق لفكّ الشراكة النفطية مع الروس، تقابله زيادة إنتاج النفط السعودي، الأمر الذي يمكّن الولايات المتحدة من الدفع قُدُماً في اتّجاه حظر أوسع للنفط الروسي، فضلاً عن دور ذلك في تخفيض سعر النفط عالمياً، ما يخفّض بدوره سعر الطاقة محلّياً في الولايات المتحدة، ويعود بالتالي بفائدة على بايدن و«الحزب الديموقراطي» في الانتخابات النصفية المزمع إجراؤها في تشرين الثاني المقبل.
وطبقاً للتقارير الإسرائيلية والأميركية، فإن مسؤولين في إدارة بايدن موجودون في الرياض لإتمام الترتيبات المشار إليها، الأمر الذي يُتوقَّع له النجاح، بعد منح ابن سلمان ثمن كلّ ذلك، عبر إنهاء عزلته التي سيدشّن كسرها بايدن نفسه من خلال زيارته الرياض، وبالتالي تمهيد الطريق أمام ولي العهد لخلافة والده من دون منغّصات.

عن كريم حسامي

شاهد أيضاً

الاسرائيلي تحت الضغط ومُحرَج… فهل اقتربت صافرة الانطلاق من لبنان؟

كريم حسامي لا يمكن للاسرائيلي الاستمرار على نفس النحو في الجبهة الشمالية مع لبنان، لان …