في تقرير مصنّف في خانة «سري»، أورد السفير الكويتي في بيروت عبد العال القناعي حول لقائه نهاية العام 2019 (بعد اندلاع انتفاضة 17 تشرين) مع عضو كتلة المستقبل النيابية وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال جمال الجراح المعطيات الآتية:
«كشف الوزير الجراح أن حجم الأموال المحوّلة إلى الخارج من قبل متنفذين واقتصاديين وتجار والساعين للحفاظ على أموالهم، قد بلغت تسعة مليارات دولار أميركي، وذلك في الفترة الممتدة من بداية الحراك وقبيل الإجراءات التي تحول دون السحب اللامحدود للدولار الأميركي واقتصاره على العملة اللبنانية.
كما ذكر بأن الأزمة قد دفعت بالمودعين في البنوك اللبنانية إلى سحوبات داخلية قدّرت بأربعة مليارات من الدولارات الأميركية، خشية التضييق وتأميناً لها بعيداً من أي تقنين أو تشريع محتمل وفقاً للظروف المستجدة. وتأتي السحوبات أيضاً مخافة ضياع المقدرات نتيجة ما يتم تداوله من احتمالية انهيار أو إفلاس عدد من البنوك المحلية. أما في ما يتعلق برئيس الحكومة المقبلة وتسميته وتأليف الحكومة، فقد تحدث الوزير جمال الجراح عن مشاهدات تتعلق باجتماع رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال جبران باسيل بالنائب فؤاد مخزومي – نائب مستقل عن دائرة بيروت الثانية – وذلك في إيطاليا، حيث عرض الأول على الثاني رئاسة وزراء لبنان وتأمين ما يلزم لذلك مقابل شروط سياسية، أي عرض عليه موقع الرئاسة الثالثة مقابل أن يدفع المخزومي ثمناً لذلك!
كما أشار وزير الإعلام إلى أن المخزومي لم يعارض ذلك الأمر، وكانت هناك استماتة من المخزومي لأن يحظى بالموقع، من دون حفاظ على أدنى مقومات الحكومة المأمولة وبعيداً من أقل الشروط التي سعى لتحقيقها الرئيس سعد الحريري والمتوافقة مع المستجدّات على الساحة الداخلية حراكاً واقتصاداً.
من جهة أخرى، طُرح على الرئيس سعد الحريري اسم خالد قباني، إلا أنه استبعده لكونه محسوباً على الرئيس فؤاد السنيورة. كما طُرح عليه كل من اسم الوزير السابق حسن منيمنة ووزيرة الداخلية ريا الحسن، إلا أنه استبعدهما لكونهما منتميين لتيار المستقبل. ويبدو، لسبب ما، حرصه على ألا يُدفع باسم سواه من داخل تیاره.
إذاً، فإن حرق الأسماء التي طرحت وما طرأ على الحريري من تذبذب في المواقف كان بسبب بقائه وحيداً بعد تخلّي أقرب حلفائه – القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي – عنه، بخاصة في ظل رفض سمير جعجع أي تعاون مع الحريري، وهو ما أدّى إلى انسحابه من المشهد».