كريم حسامي
لا شك ان العملية العسكرية الاسرائيلية في غزة “الفجر الصادق” التي تُعتبر الاقصر زمنيا استمرت ثلاثة ايام فقط، كانت مدروسة بتفاصيلها المملة وهذا ما كان واضحا عند رؤية نتائجها خلال 48 ساعة فقط.
على الرغم ان اسرائيل أصابت حركة “الجهاد الاسلامي” بمقتل ولم تنهيها، لكنها ضربت عصفورين بحجر وأوصلت رسالة مهمة جدا لحزب الله توازيا مع احتمال اندلاع مواجهة معه.
والمؤامرة أو الاتفاق الذي حصل من “تحت الطاولة” واضح جدا، فاسرائيل اغتالت خلال يومين فقط أهم 5 عناصر من “الجهاد الاسلامي” عبر غارات استهدفت بيوتهم او سياراتهم توازياً مع وجود قائد الحركة في طهران منذ الجمعة، أي منذ اليوم الاول للحرب، وتمكنت اسرائيل أيضا من تحييد “حماس” التي لم تتدخل في المواجهة، ما شكّل سابقة في فشل توحيد فصائل “المقاومة” حتى ضد العدو، حيث ان الحركة تحتل قطاع غزة وتتحكم فيه منذ سنوات وتصرفت خلال هذه المواجهة كأنها غير معنية بحرب فتكت بالاهالي وتسببت بمقتل 50 شخصا بينهم 15 طفلا واسرة بكاملها.
في المقابل، الانجاز الوحيد التي حققته حركة “الجهاد” هو تأكيدها ان صواريخها لا تزال تطال العاصمة تل أبيب والقدس، حيث يمكنها شل الحياة فيها لفترة طويلة مثلما تبيّن، لكنها لم تتمكن من قتل أي اسرائيلي جراء اطلاق الصواريخ التي ضربت مصانع ومواقع مدنية واثارت الذرع في نفوس الاسرائيليين.
ايران استخدمت اسرائيل؟
وفي معلومات خاصة لموقعنا، أكّدت أن “الجهاد الاسلامي كانت منقسمة بين أن تكون مدعومة من ايران ما يفقدها عنصر أخذ القرارات أو أن تكون فلسطينية لذلك تم الاتفاق على تصفية العناصر الرافضة لاقامة علاقة مع طهران بمساعدة إسرائيل وتكرار كل التهديدات الروتينية ضد تل أبيب”. وأضافت ان “الاتفاق الايراني الاسرائيلي واضح جدا هذه المرة ولا يمكن انكاره، فالاحداث سارت بسرعة كبيرة والعملية الاسرائيلية كانت مخططة لاسبوع على الاقل لكن التعاون الايراني واعطاء معلومات عن مواقع القيادات الفلسطينية سهّل الاغيالات وأنهى العملية العسكرية بسرعة قياسية خلال 3 ايام فقط وتم التوصل الى هدنة بمساعدة حليف اسرائيل، الرئيس عبد الفتاح السيسي بعدما تم تصفية القيادات الخمسة نهار الاحد ووافق الجهاد عليها وكأنه لم يحدث أي شيء”.
وشدد المعلومات على ان “المسرحية تكمل عناصرها عندما نستدرك للمرة الاولى ان “حماس” التي تدعي محاربة اسرائيل لم يرف لها جفن للتدخل وحماية شعبها وبقت محايدة في موقف لا يمكن لأي حزب أو شخص أو دولة أن تقف في الحياد في شأنه”.
لكن الغريب في الموضوع هو ان الحرس الثوري الايراني أكد ان هذه الحرب هي الحاسمة وحزب الله يُحضّر لضربة قاضية ضد اسرائيل وبعد 24 ساعة، وافق الجهاد على الهدنة وكأنه لم يسقط له اهم عناصر ولم يسقط اي قتلى ولم تدمر بيوت وغزة هي فقط ساحة من ساحات الاقتتال الايراني-الاسرائيلي. والسؤال: هل كان هناك تهديد اسرائيلي بهجمات اكثر فتكا ودموية تؤدي الى انهاء الجناح العسكري للحركة بالكامل؟ ام ان الاسرائيلي لم يعد يتحمل تعطل حياة الاسرائيليين في مستوطنات غلاف غزة وفي تل أبيب لمدة زمنية أكبر؟
وفي السياق، الهجوم الاسرائيلي كان مفاجئاً لان هناك مفاوضات تجري بين اسرائيل ولبنان الذي ينتظر جواب يبدو انه تأجّل مرة أخرى حتى آخر أيلول ويماطل الاسرائيلي، ما يضعنا امام احتمال ضرب حزب الله منصات الاستخراج مباشرة.
غير ان وضع لبنان وحزب الله ليس كغزة لانه في حال تريد اسرائيل اغتيال اي قيادي من حزب الله، يجب ان تبدا الحرب معه اولا ثم تدرس انعكاسات مثل هذه القرارات على مسار الحرب التي ستطول كثيرا وتصبح اكثر عنفا وبالتالي سيطلق حزب الله صواريخ اكثر فتكا على اسرائيل التي سترد بغارات اكثر وحشية على لبنان، ما يعطل كل انواع الحياة عندها ويضرها اكثر من ما يفيدها في الحرب.
لكن هل يحدث اتفاق مماثل يتعلق بحزب الله قريباً؟