كريم حسامي
تتسارع التطورات في لبنان والمنطقة، خصوصا بعد زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن للشرق الاوسط وتحريكه بعض الملفات العالقة كبدء التطبيع السعودي-الاسرائيلي وملف ترسيم الحدود البحرية مع لبنان.
فتصاعدت الاحداث الميدانية والامنية بعد الزيارة الى السعودية حيث رفعت ايران التحدي بعدما وضعت العصي في دواليب المفاوضات النووية وانهارت الهدنة في اليمن وتعرقلت مساعي تأليف الحكومة اللبنانية وتلبدّت أجواء رئاسة الجمهورية حيث بدأت ترتفع احتمالات الفراغ أكثر.
الى ذلك، بعد اطلاق حزب الله مسيراته الثلاث داعما موقف لبنان والتي سبقها وتلاها بعض المسيرات الفردية وتوقف المفاوضات، تحركت المياه مجددا بعد زيارة بايدن التي اصطحب معه الوسيط الاميركي الى اسرائيل ومن المفترض ان يصل لبنان أوائل آب المقبل.
وتقول مصادر عسكرية ان “المعلومات تشير الى ان هناك اجتماعات سرية تعقد بعيدا عن الاضواء لتسريع مفاوضات ترسيم الحدود البحرية لان توقفها ليس لمصلحة تل أبيب المستعجلة للتوصل الى اتفاق وهذا ما عبر عنه المسؤولون الاسرئيليون من اجل تمرير الغاز الى اوروبا لتعويض الغاز الروسي”. وأضافت ان “شركات التنقيب عن النفط والغاز لا يمكنها البدء بالعمليات دون التوصل لاتفاق وترسيم الحدود لان هناك احتمال ان تتلقى الشركة ضربة عند البدء باستخراج النفط والغاز من منطقة متنازع عليها ثم عندما يتم التوصل الى اتفاق، تكون الشركة تعتدي على حقوق بلد آخر في حال كانت متمركزة في بقعة ليس لاسرائيل الحق فيها ضمن الاتفاق”. الا ان النتيجة في الخواتيم.
لذلك، احتمالات الحرب والسلم متساوية في وقت ان احتمالات الحرب تزداد احيانا اخرى لان الاسرائيلي يعتبر حقل “كاريش” له فقط فيما يطالب لبنان بحزء منه ويريد الاسرائيلي استخراج النفط والغاز من كاريش سريعا لكن هجمات حزب الله بالمرصاد وفي توقيت ممتاز لتحسين شروط البلد وبالتالي لم يعد باستطاعة اي شركة ارسال سفينة الى منطقة متنازع عليها فيها مخاطر امنية. هنا تصبح الامور معقدة جدا ومقفلة لان الاميركي والاسرائيلي لن يتنازلا واي هجوم جديد من الحزب سيعني ان اسرائيل ستواجه صعوبات كثيرة في استخراج الموارد، ما يعني كل الاحتمالات تذهب باتجاه الحرب التي لمّح نصرالله في آخر ثلاث اطلالاته ان الاسرائيلي سيتنازل لرغبة اللبناني نتيجتها.
وفي السياق، يضع الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الرئيس بري لقيادة المفاوضات لنحو 10 سنوات لانه يدرك ان نتيجتها في حال الوصول الى اتفاق هي بمثابة اعتراف بسيادة الكيان الصهيوني على البحر والبرّ والاعتراف بحدوده وبوجوده.
وتأتي هذه التطورات في وقت تستمر الغارات الاسرائيلية على دمشق، حيث كانت الضربة الاخيرة الخميس الماضي واحدة من أوسع العمليات ذات الأهمية الاستراتيجية لانها ضربت “الحديقة الإيرانية”، وفق مصادر عسكرية. فالضربة استهدفت مركز القيادة العامة لإيران وحزب الله في سوريا الذي يقع الموقع في مزار السيدة زينب.