كريم حسامي
الغرب، خصوصا الاميركي، هم أسياد العالم ولا مفر من الاقرار بذلك لان الاميركي اقوى قوة عظمى في التاريخ الحديث على كل المستويات وحكَمَ العالم وفق معاييرهم.
هذه الدول شنت الحروب على كل دول الجنوب واصدرت احكامها القمعية عليها وفرضت خلاياها فيها مثل المنظومة السياسية في لبنان وقواها السياسية، اضافة الى اصدار عدد كبير من القرارات بحق هذه الدول تُبرهن مدى ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين في مواضيع عدة.
وفي آخر مثل على هذه السياسات هو ما يحصل من مظاهرات في “بلدان العالم الثالث” مثلما يسميها الغرب، أي دول أفريقيا او الشرق الاوسط ، كلبنان او سوريا والعراق وإيران. عندها، يأتي الغرب مدعياً حمايته حقوق الانسان وحاملا شعلة مساعدة الشعوب، فعندما تبدأ الشرطة الايرانية بمهاجمة المتظاهرين واعتقالهم، وحتى قتلهم، ينبري الفرنسي والاتحاد الاوروبي للدفاع عن المظاهرات عبر فرض عقوبات على المسؤولين عن اعتقال المتظاهرين.
توازيا وللمرة الاولى، تندلع مظاهرات في كل انحاء العالم، خصوصا في ايران واوروبا في الوقت نفسه، وتشل فرنسا عبر طوابير من السيارات على محطات المحروقات التي لا تزال تحتفظ بمخزون من المادة ومظاهرات تعم باريس من العمال يطالبون بتحسين اجورهم وحياتهم واعمال شغب تُكسَر فيها البنوك وتحطم فيها آلات السحب وغيرها من الامور، والامر نفسه يحصل في بريطانيا وايطاليا، فهل تتخذ إيران أو كوريا الشمالية أو سوريا أو روسيا اجراءات ضد فرنسا وتفرض عليها عقوبات بسبب اعتداء الشرطة الفرنسية على المتظاهرين؟ أو تفرض عقوبات على اقسام في الشرطة الفرنسية مسؤولة عن هذا الامر أو اسماء مسوؤلين؟
غير أن المضحك المبكي هو ان اوروبا، من ضمنها فرنسا وبريطانيا، تزايدان في ما هي تحتاج لمساعدة شعبها الذي ينهار معيشيا وحياتيا بسبب غلاء الاسعار ما يضع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في وضع حرج.
هنا، يمكن الاستنتاج ان ازدواجية المعايير عند الدول الغربية التي يأخذها بعض الناس كمثال الأعلى بسبب “تبييض” صورته في الاعلام، فظيعة وترمي هذه الدول الاحجار على غيرها بينما بيتها من الزجاج وهيكله ضعيف.