أخذت كُلّ من إيران واسرائيل المواجهة بينهما إلى مستوى جديد عبر رفع سقف التهديدات العسكرية، خصوصاً المناورات وعرض العضلات من أجل إجبار الطرف الآخر على التراجع عن مشاريعه.
إن مقطع الفيديو الذي بثته إيران خلال المناورات الحربية للحرس الثوري الإيراني الأسبوع الماضي، حيث أظهرت نفسها تطلق 16 صاروخاً تستهدف مفاعلاً نووياً إسرائيلياً في ديمونة، لا يمثل سوى تهديد فارغ، وفق المراقبين.
والسبب وراء ذلك هو انه إذا حدث مثل هذا الهجوم خلال حرب محتملة واسعة النطاق بين البلدين، فلن يتم القضاء على البرنامج النووي الإسرائيلي. أما الهدف من تصوير الايراني نفسه قادر على تدمير”مركز ديمونا النووي” افتراضياً، فهو بثّ الخوف لدى الاسرائيلي مدعين امتلاكهم لقدرة مروعة على إلحاق الضرر بأثمن المواقع الاستراتيجية في إسرائيل.
غير أنه وفي الوقت نفسه، فإن تلويح إسرائيل بالتهديد العسكري الذي سيقضي على برنامج إيران النووي هو أمر غير واقعي أيضاً على الرغم من ادعاءات رئيس سلاح الجو الجديد الميجر جنرال تومر بار إن “إسرائيل يمكن أن تنجح في ضرب برنامج إيران النووي غدا، وأن هذه العملية ستتم خلال فترة ولايته كقائد.
لكن يجب القول إن القضاء على البرنامج النووي الإيراني بالكامل هو أمر يتجاوز القدرات العسكرية لإسرائيل، وفق قوله. قد يُسبّب جيش الدفاع الإسرائيلي وسلاحه الجوي في إلحاق أضرار جسيمة بالمنشآت المركزية لهذا البرنامج، ولكن بدون وجود الأميركيين في مكان ما خلال الهجوم سيكون الضرر المُلحق به محدودا.
اما الهجمات السيبرانية، فتحصل يوميا بين اسرائيل وايران، حيث حصلت آخرها فجر الاثنين عندما شنت الجمهورية الاسلامية هجوما سيبرانيا على وسائل الاعلام الاسرائيلية.
أفادت صحيفة “جيروزاليم بوست”، الاثنين، بأن حسابها على موقع “تويتر”، كما حساب صحيفة “معاريف” تم استهدافهما من قبل قراصنة مؤيدين لإيران، وذلك يوم اغتيال اللواء قاسم سليماني.
الى ذلك، فان سقوط المروحية الاسرائيلية ومقتل ثلاث ضباط يؤشر الى زيادة وتيرة المواجهة لان الدولة العبرية قررت التعمية على الحدث ما يدل على انه ليس حادث تقني أو ما شابه على الرغم من تبني موقع قريب من الحرس الثوري الايراني العملية.
لذلك، وبغض النظر عن الخطاب الساخن الذي يُسمع من كل الجهات، فإن ميزان الرعب يقتصر حتى الآن على الأقوال وليس الأفعال. وذلك لأن كلتا الحكومتين لا تزالان تتلاعبان بالوقت وتزِنان كل خطوة بحذر قبل المضي قدمًا ، حذرًا في الوقت الحالي من إثارة أي انتقام واسع النطاق.
لذلك، فشلت المحادثات التي أجراها مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في القدس هذا الأسبوع في سد الفجوات بين واشنطن والقدس حول كيفية التعامل مع مهمة استباق إيران المسلحة نوويًا. وجه رئيس الوزراء نفتالي بينيت ووزير الدفاع بيني غانتس في وقت لاحق رسالة متفائلة تدعي أن الفجوات السياسية مع إدارة بايدن قد تم حلها وأن إسرائيل والولايات المتحدة في النهاية على نفس الصفحة.