كريم حسامي
توازياً مع الانهيار الكبير الذي يشهده لبنان على كل المستويات، ما دفع حتّى ممثلة عن الشعب الى اقتحام احدى المصارف “سلمياً” لاستعادة وديعتها، لا تزال المسائل البيئية تطغى أيضا على رغم عدم الاهتمام بها لانها لم تكن ضمن اولويات السياسات المحلية للحكومات سابقا، فكيف الحال اليوم؟
في السياق، أجرى موقع “الحقيقة” مقابلة مع وزير البيئة ناصر ياسين تناولت بعض المسائل البيئية التي لها علاقة بالانهيار الاقتصادي الذي دفع الناس الى اللجوء الى خيارات تضر البئية، للعيش.
ندرك ان الاوضاع الاقتصادية وارتفاع اسعار المحروقات والمازوت دفع الناس لقطع الاشجار في الغابات من اجل تأمين الحطب للتدفئة في فصل الشتاء، ما تعليقكم حول تأثير هذا الامر على البيئة وتقلّص المساحات الخضراء؟
هناك حلول لهذا الموضوع غير ان توصيف المشكلة هو ان قطع جائر للاشجار في الاحراج يحصل وازدادت هذه الظاهرة هذا العام أكثر من العام الماضي. لا أرقام لدينا لكن الحوادث والحالات التي تصلنا عير شكاوى والاعلام والنقاش ضمن المجتمعات المحلية تؤكد ان الامر ارتفع كثيرا.
حماية الغابات والاحراج وادارتها هي مسؤولية وزارة الزراعة وليس البيئة الا المحميات الـ18 وتُشكّل نحو 4-5 في المئة من مساحة لبنان، هي تحت وصاية مباشرة من وزارة البيئة. لذلك، تدخّلنا هنا له علاقة بحماية البيئة كوزارة تهتم بحماية الغطاء الاخضر ولسناا المسؤولين المباشرين عنها. وهناك جرائم بيئية لها علاقة بتنظيم إدارة الغابات تحت مسؤولية وزارة الزراعة مع التنسيق معنا.
أما المحميات، فنهتّم كثيرا بها ونديرها ونحميها من خلال لجان محلية ولم نتردد بمتابعة هذه القضايا، إن عبر إخبارات لدى مدعي عام أو شكاوى نُحقّق فيها ونرسلها لوزارة الزراعة الخ.
الموضوع له علاقة لشقين: الاول: يجب تنظيم عملية ادارة الغابات واستثمارها من ناحية تشحيلها لان الغابة لا يمكن تركها وعدم الاهتمام بها. لا نقول انه يجب عدم المسّ بالشجرة لكن يجب ان يكون هناك ادارة جيدة لها لنعرف من أين يمكن قطع الشجرة، مثلاً يمكن تشحيل كل شجرة الصنوبر حتّى رأسها وأحياناً أفضل تشحيلها من أجل تحسين صحّتها وليدخل نور الشمس اليها من وقت لآخر وتكبر مجدّداً. كل هذه العملية تتطلب رخصة من وزارة الزراعة، حيث يتخطى أحيانا الناس رخصتهم وهنا نذهب للقضاء والجيش والقوى الامنية لتوقيف المخالفين، خصوصاً التجار والمافيات، وليس الذي يقطع ليجمع طنّ حطب لبيته، فهناك مافيات تقطع اشجار معمّرة وكبيرة لتستفيد منها.
حطب صناعي
أما للانتقال الى التدفئة، فأصبحت باهظة الثمن مع ارتفاع جنوني في اسعار المازوت الذي يستمر في الارتفاع ونحاول ايجاد حل عبر الحطب الصناعي (Bricketing) حيث تستخدم الكتلة الحيوية اليابسة الموجودة ( (biomass بعد قطع الاشجار، بعدها تبقى في الارض بقايا الصنوبر وشجر اليابس جراء التشحيل وبالتالي، يمكن فرمها وتكبيسها وتنتج عنها إما حطب كبير أو صغير لاستخدامهم في التدفئة. قيمتها ليست مثل الحطب العادي لكنها بديل جيد عن قطع الاشجار.
ما الحل بالنسبة لجبال النفايات في طرابلس والجديدة وغيرها التي تحترق بعض منها وتسبب ضرر بيئي كبير؟
مشكلة النفايات تتمثل بكيفية تأمين كلفة المعالجة التي تذهب الى الحكومة المركزية، لذلك نعمل على حلول لتعديل القوانين ويصبح هناك رسوما مباشرة وادارة لامركزية لهذا القطاع وتسمح للبلديات بأخذ رسوم من الناس (Direct Fees) ما يؤمن كلفة الادارة. هناك تعثرات مالية بملف النفايات يؤدي لسوء الادارة.
والشق الثاني المتعلق بطريقة المعالجة، اي ان عدد من المعامل التي لا تخضع للصيانة تتعرض للتعثّر وبالتالي لا معالجة حقيقة للنفايات ويذهب جزءاً من النفايات المعالَجَة للطمر الصحي الذي له وجود عشوائي.
بعد الفرز والمعالجة، يبقى هناك نسبة من النفايات يجب ان تذهب الى الطمر. للاسف لان المعالجة سيئة وصيانة ولا قدرة على ادارة صحيحة، تُفتح مكبات عشوائية.