كتبت ميسم رزق في الاخبار:
لا يزال الرئيس سعد الحريري يؤكّد، أمام زوّاره والمتصلين به، أنه (حتى الآن) ليسَ في وارد خوض الانتخابات النيابية لأسباب عدة، منها ما هو مادي ومنها ما هو تنظيمي يتعّلق بوضع التيار، والأهم فشل كل الوساطات التي حرّكها لنيل الرضا السعودي. فيما لا تزال القوى السياسية غير مقتنعة تماماً بأن الرياض تخلّت تماماً عن رئيس تيار «المستقبل».
لكن زوار الرياض، أخيراً، نقلوا عن المسؤولين السعوديين أن الموقف من الحريري «لم ولن يتغيّر»، وأن «لا وجود لسعد الحريري». هذا، تحديداً، ما سمعه كل من النائب الاشتراكي وائل أبو فاعور والوزير السابق ملحم رياشي اللذين زارا المملكة أخيراً.
وعلمت «الأخبار» أن زيارة أبو فاعور تمت بناء على طلب سعودي «لمناقشة بعض التطورات التي حصلت في الأسابيع الماضية». وأكدت مصادر مطلعة أنه «على عكس ما حاول أبو فاعور تسويقه من جو إيجابي بعدَ عودته بما أوحى وكأن السعودية تجاوزت الأزمة مع لبنان على خلفية تصريحات وزير الإعلام السابق جورج قرداحي، بالتالي ليست في صدد اتخاذ إجراءات جديدة ضد لبنان، فإن من التقاهم النائب الاشتراكي، وتحديداً رئيس المخابرات السعودية خالد الحميدان والمستشار الملكي نزار العلولا، كانوا واضحين لجهة أن مشكلة السعودية مع لبنان هي سلاح حزب الله وعدم وجود أي طرف قادر على مواجهته». وأكدت المصادر أن «نظرة المملكة إلى الحكومة ورئيسها لم تتغير بعدَ الاتصال» بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس نجيب ميقاتي في حضور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وأن السعودية «لا تزال مقتنعة بسيطرة حزب الله على الحكومة». وعندما حاول أبو فاعور، كما زوار آخرون، الاستفسار عن الحريري، جدّد المسؤولون السعوديون موقف المملكة بأن «انسوا سعد الحريري»، على رغم محاولات الزوار اللبنانيين لفت نظر المسؤولين السعوديين إلى أن «الحريري لا يزال يتصدر زعامة الطائفة السنية بحسب الإحصاءات الأخيرة»، إلا أن هؤلاء لم يعيروا اهتماماً للأمر ولم يأبهوا أيضاً لعدم وجود بديل للحريري.