أخبار عاجلة

الغارات الإسرائيلية المحدودة… اختبار للمعركة المقبلة؟

أمضى الاسرائيلي تحت قيادة نتنياهو نحو سنتين يلمّح إلى انه يريد تغيير الستاتيكو في لبنان عبر بدء تنفيذ ضربات محدودة على مواقع معينة، أكان عبر الرد على إطلاق صواريخ من الجبهة الشمالية أو تنفيذ ضربات استباقية لمنع القيام بأي عمل أمني ضد دولته، إلى أن أتت اللحظة المناسبة وبادر في تغيير الستاتيكو تدريجاً، ودائماً وفق توقيته.

ردّ عسكري متوقع

ظهرت البوادر الاولى للحرب العسكرية الواسعة بعدما قادت اسرائيل حملات إعلامية ضخمة في المحافل الدولية، خصوصاً الأمم المتحدة، لتجييش الدول ضد حزب الله ومواقعه العسكرية والصاروخية في لبنان توازياً مع قصفها أهداف محدودة في سوريا عبر لبنان خلال أربعة سنوات في وقت وضع الروسي حدّاً لهذه الغارات في الفترة الأخيرة. أتت التطورات الأخيرة من اطلاق صواريخ من جنوب لبنان لتعطي اسرائيل الحجّة الكافية لدخول طائراتها الحربية المجال الجوي اللبناني وشن غارات على مساحات واسعة داخل البلد للمرة الأولى منذ حرب تموز 2006، اي منذ 15 عاماً.

جسّ الاسرائيلي نبض حزب الله عبر شنّ الغارات وكانت ردة فعل الأخير وفق رغبة الاسرائيلي ومتوقعةً لأنّه أوّلاً كان الاعلام العبري كما الاجهزة الامنية الاسرائيلية تتوقّع إطلاق صواريخ قبل ساعات من حصوله فضلاً عن اعتراض القبّة لمعظمها على عكس الصاروخ الذي سقط على إحدى المستوطنات الاسرائيلية في المرة ما قبل الأخيرة حيث تبنتها فصائل فلسطينية.

تكرار الضربات

لذلك وفق حسابات الربح والخسارة، ستُكرّر تل ابيب شن غارات على مواقع محددة في المرحلة المقبلة تدريجاً (حتى يصبح الامر روتينياً) لكن من دون التسبّب بأضرار مادية أو بشرية في الفترة الأولى وستستمر المناوشات مع حزب الله حتى نهاية أيلول المقبل موعد المفاوضات النووية، وهذا ما ألمح إليه رئيس الوزراء الاسرائيلي نفتالي بينيت خلال اجتماع الحكومة الاسرائيلية الأحد، قائلا: “إيران وحزب الله يجران لبنان الى حرب مع إسرائيل في ظل ازمته الاقتصادية”، في وقت يُخطّط الجيش الاسرائيلي للردّ على هجمات ايران على ناقلة النفط الاسرائيلية في بحر عمان منذ أسبوعين حيث يتم التحشيد بشكل واسع ضد إيران، فضلا عن الردّ على هجمات حزب الله الصاروخية، يمكن أن تصل نتائجها الى ايام قتالية.

توازياً مع كل الحركة العسكرية، تمّ تنصيب المتطرف ابراهيم رئيسي رئيساً جديداً لإيران وسط استقباله ولقائه كل ادوات ايران في المنطقة (الحوثيين، الحشد الشعبي العراقي وحزب الله)، خصوصا اللقاء البارز بين قائد الحرس الثوري حسين سلامي ونائب الامين العام للحزب نعيم قاسم في طهران، وتأكيده تحضير الأرضية لانهيار اسرائيل، بعد يوم من اطلاق الحزب عشرين صاروخا تجاه الدولة العبرية، فهل نشهد اطلاق مزيد من الصواريخ في الايام والاشهر المقبلة؟

مفاوضات صعبة

وسط هذه التطورات، يستعد الرئيس الايراني الجديد لتأليف حكومة جديدة والعين ستكون مركزة على وزير الخارجية الجديد الذي من المحتمل أن يكون ظريف لكنه سيسير أكثر وفق أجندة الحرس الثوري الكاملة، ما يعني أن المفاوضات النووية الصعبة جداً ستعود الشهر المقبل بتعقيدات أكثر، وبالتالي التسبّب بمزيد من التوتر في المنطقة.

ويجب عدم إغفال أن التطورات الأخيرة في لبنان تؤشر الى مرحلة صعبة جدا على حزب الله الذي تمّ إضعافه بشكل كبير حيث أنه محاصر بانهيار البلد على كل المستويات، فضلا عن الاحداث على غرار كمين خلدة حيث تكبّد خسارة موجعة بمقتل 5 من أبرز عناصره ووقوع تطوّر غير مسبوق عبارة عن اعتراض لبنانيين لراجمة صواريخ مرّت من حاصبيا لاعتراضهم على تعريض بلدتهم لخطر القصف الاسرائيلي ردّاً على الحزب… وهذا يدّل على أنّ اللبناني بلغ منذ فترة مرحلة يُفضل فيها تفادي المواجهة مع اسرائيل بسبب انهيار بلاده.

عن كريم حسامي

شاهد أيضاً

الاسرائيلي تحت الضغط ومُحرَج… فهل اقتربت صافرة الانطلاق من لبنان؟

كريم حسامي لا يمكن للاسرائيلي الاستمرار على نفس النحو في الجبهة الشمالية مع لبنان، لان …