حتى إقرار الزيادة على الدولار الجمركي، ليصبح 15 ألف ليرة، كان قطاع السيارات من أبرز القطاعات التي جهدت للاستفادة من الرسم الجمركي المنخفض منذ بداية العام. فقد شهد هذا القطاع نمواً لافتاً في الاستيراد، وحركة مبيع نشطة وخاصة للسيارات المرتفعة الثمن التي يتخطى سعرها 40 ألف دولار، فيما بيعت بعض السيارات الجديدة كلّها ولم تعد متوفّرة لدى الشركات.
تبيّن الإحصاءات أن قيمة السيارات المستوردة خلال النصف الأول من العام الحالي بلغت 835 مليون دولار، مقارنةً بحوالى 812 مليون دولار طوال عام 2021. ومن حيث العدد، ارتفع عدد السيارات المستوردة المستعملة والجديدة من 8 آلاف و208 سيارات في النصف الأول من العام الماضي، إلى 13 ألفاً و287 سيارة في الفترة نفسها من العام الجاري. أرقام لا تؤشر فقط إلى تحوّط التجار للمستقبل وسعيهم لمراكمة الأرباح فور إقرار الدولار الجمركي، بل تكشف عن مدى التفاوت الاجتماعي القائم والذي عزّزته الأزمة، بين أغلبية كاسحة من السكان تعجز عن تعبئة البنزين لسياراتها وأقلية قادرة على إنفاق عشرات آلاف الدولارات نقداً لشراء سيارات.
الهجمة على شراء السيارات قد تجد ما يبرّرها في السعي للاستفادة من الأسعار الحالية قبل ارتفاعها بشكل هائل عند إقرار الدولار الجمركي. وعلى سبيل المثال يظهر جدول أعدّته نقابة أصحاب معارض السيارات المستعملة (قبل إقرار الدولار الجمركي) أن الرسم الجمركي لسيارة Mercedes S550 موديل 2020 سيرتفع من 93 مليون ليرة إلى مليار و352 مليون ليرة وذلك في حال اعتماد دولار جمركي على أساس 18 ألف ليرة. كذلك سيرتفع الرسم الجمركي لسيارة Toyota RAV4 موديل 2015 من 8 ملايين و500 ألف ليرة إلى 125 مليون ليرة… واللائحة تطول.
واقع ساهم في ارتفاع مبيعات السيارات «بنسبة تُراوح ما بين 15% إلى 20% وتحديداً للسيارات التي يتخطى سعرها الـ40 ألف دولار. أما السيارات التي يقلّ سعرها عن هذا المبلغ فمش عم تنطلب!» بحسب نقيب أصحاب معارض السيارات المستعملة وليد فرنسيس. ويلفت فرنسيس إلى أن الطلب يتركز «على السيارات الرباعية الدفع على أنواعها، والسيارات السياحية وخاصة من صنف BMW وMercedes». ولجهة الأسعار يشير فرنسيس إلى أن «المعارض زادت من أسعار السيارات ما بين ألفين إلى 3 آلاف دولار وذلك قبل أن يُقرّ الدولار الجمركي». وعند السؤال عن إمكانية بيع جميع السيارات التي استوردت طوال هذا العام يؤكد فرنسيس «أن بيعها ممكن وليس صعباً، خاصة أن المشترين لا ينحصرون بالسوق المحليّة، بل هنالك مغتربون في الخليج ومواطنون من دول مجاورة كسوريا وتركيا وأرمينيا يستفيدون من انخفاض أسعار الرسم الجمركي لشراء السيارات».
وفي مؤشر بارز حول حجم الطلب من قبل الفئة الميسورة على السيارات يكشف هشام وهبة، مدير المبيعات في شركة Impex، الوكيل الحصري لسيارات شيفروليه في لبنان أن «سيارات شيفروليه Tahoe الرباعية الدفع موديل 2022 بيعت كلّها لدى الشركة وهي غير متوفرة حالياً بانتظار قدوم شحنات جديدة»، متحفظاً عن ذكر عدد السيارات المباعة بحجة عدم توفر الداتا. وللعلم فإن سعر
الـTahoe «يبدأ بحوالى 70 ألف دولار وقد يتخطى الـ92 ألف دولار».
أما في حال إقرار الدولار الجمركي «فلن يعود بمقدورنا الاستيراد والمتضرّر الأكبر سيكون الدولة التي ستخسر الكثير من إيراداتها» وفقاً لفرنسيس، الذي يوضح أن «25% من إيرادات الدولة تحصّلها من قطاع السيارات والقطاعات المرتبطة به من قطع الغيار والزيوت وغيرها».
المصدر: الاخبار