كريم حسامي
في خضّم مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل التي تدخل مراحلها الحاسمة وانشغال الاوساط الديبلوماسية بها، تمّ تعديل جزء من مهمّة قوات “اليونيفيل” بقرار من مجلس الامن الدولي يمنحها حرية التنقل من دون التنسيق مع الجيش والدخول الى المناطق التي تحددها.
هذه الخطوة التي كانت تشجعها الولايات المتحدة وكانت تريد اعتمادها منذ سنوات في وقت كانت تعارضها فرنسا ودول أوروبية، ها هي توافق عليها في لحظة مصيرية حيث يتم الاتفاق على الحدود البحرية لاستخراج النفط والغاز.
اعتبر “حزب الله” وحركة “امل” انه في حال تطبيق هذا القرار، ستعتبر اليونيفيل قوات احتلال، ما يهدد استقرار الجنوب توازيا مع مماطلة كبيرة من الاميركيين والاسرائيليين حول ملف ترسيم الحدود، خصوصا بعد زيارة الوسيط الاميركي الاخيرة وحمله خطّ بحري جديد بمثابة حدود جديدة.
مصادر ديبلوماسي تؤكد ان “تعديل مهمة اليونيفيل في هذا التوقيت بالذات مؤشر قوي الى طبيعة المرحلة المقبلة المتصلة بترسيم الحدود البحرية واعطاء هذه القوات دور إضافي في هذا المجال”.
وأضافت ان “رئيس شركة “انرجين” شدد على ان موعد بدء استخراج النفط والغاز من “كاريش” سيكون في 20 أيلول، أي الثلثاء المقبل وانه لن يتراحع عن الموعد جراء الضغوط الاميركية والاسرائيلية خوفا من هجوم لحزب الله”، فماذا ستشهد الايام المقبلة؟
الى ذلك، كشفت معلومات استخبارية اسرائيلية ان “الاستخبارات الاميركية حذّرت الدولة العبرية ان الحزب يستعد لشن هجوم عسكري”، تزامنا مع تلميح الاسرائيلي الى الرغبة في تأجيل الاتفاق حتى بعد انتخاباته في تشرين الثاني، وبالتالي هذا الامر يضع “حزب الله” في موقف حرج بعد اصراره وتهديده بالهجوم العسكري إذا لم يتم التوصل لاتفاق في أيلول، ما هو مستبعد.
لماذا قدّم الاميركي خطّ جديد للحدود البحرية مدركا ان هذا الامر سيطيل المفاوضات؟ هل فشلت المفاوضات الحدودية بعد فشل المفاوضات النووية الايرانية؟ هل تُفعّل إيران ورقة الحزب وتهاجم إسرائيل التي أفشلت المفاوضات النووية؟ لماذا تصر إسرائيل على شروطها بينما يستمر لبنان في التنازل حتى عن أجزاء من حقل “قانا”؟ هل اقترب المناوشات العسكرية بين الحزب وإسرائيل؟