كتبت صحيفة “واشنطن بوست” تقول إن الأوروبيين مع اقتراب فصل الشتاء، يتزايد يأسهم، ويرصد في عدد من المناطق نقص في الحطب وعمليات نهب له
وقالت الصحيفة في مقالة بالخصوص: “يتخلى السكان الذين يعانون من ضائقة مالية في المملكة المتحدة عن حيواناتهم الأليفة، وتحذر المدارس من أنه نتيجة لارتفاع أسعار الكهرباء لم يعد بإمكانها شراء كتب مدرسية جديدة. وفي بولندا يدرس المسؤولون بالفعل إمكانية توزيع أقنعة أدخنة قابلة لإعادة الاستخدام، حيث من المحتمل أن يضطر البولنديون إلى حرق القمامة في فصل الشتاء للتدفئة”.
وفي العديد من البلدان الأوروبية، تقول الصحيفة، يُلاحظ بالفعل نقص وارتفاع سريع في أسعار “وقود الملاذ الأخير” الذي هو الحطب. وفي ذات الوقت، تُسرق جذوع الأشجار مباشرة من ظهر الشاحنات، وتظهر مواقع مزيفة على الويب، يبيع المحتالون من خلالها حطبا لا وجود له.
وتسجل الصحيفة أن ألمانيا واحدة من أكثر الدول تضررا، فقد صُدم يورج ميرتنز، المقيم في ميونيخ، بفاتورة الكهرباء لشهر أغسطس، والتي ارتفعت بنسبة 70٪.
واعترف هذا الرجل الذي أصبح مضطرا بسبب مرض خطير إلى العيش براتب تقاعدي وحيد، قائلا: “أنا خائف”، مشيرا إلى أنه بعد دفع فواتير الكهرباء والتدفئة، لن يتبقى لديه سوى حوالي 365 يورو للطعام والدواء والسفر.
وفي مثل هذه الحالة، قال إن صاحب المعاش يضطر إلى اختيار ما سيوفره، الطعام أو منتجات النظافة الشخصية أو الأحذية الشتوية، مضيفا: “حين أفكر في الأمر، يبدو الأمر أشبه بموجة من الحمى تصيبني، وتضيق علي الأنفاس”.
ويعبر العالم فينزينز شونفيلدر من برلين عن استيائه الكبير من أن ألمانيا هي بؤرة الصراع بين واشنطن وموسكو، مضيفا قوله: “لم تساعد العقوبات في إنهاء الصراع، ولم تساعد بشكل كبير في إضعاف روسيا. لكنها ضربت ألمانيا بشدة فعلا”.
ولفت شونفيلدر في هذا السياق إلى أن الأمريكيين “يراقبون ما يحدث من مسافة مريحة”.
ويرى المحلل كريستوف باتروغي أن العديد من الأسر الألمانية بحلول فصل الشتاء ستنفق ما بين 20-30٪ من دخلها على سداد تكاليف الكهرباء، ما سيؤدي إلى زيادة مستوى الفقر.
وحذر باتروغي من أنه “سيكون هناك الكثير من الفقراء الذين سيتعين عليهم الاختيار ما بين أن يتضوروا جوعا أو أن يتجمدوا شتاء”.
يشار إلى أن الدول الغربية تواجه ارتفاع أسعار الطاقة وارتفاع التضخم بسبب فرض العقوبات على موسكو وسياسة التخلي عن الوقود الروسي. وعلى خلفية ارتفاع أسعار الوقود، وخاصة الغاز، فقدت الصناعة في أوروبا إلى حد كبير مزاياها التنافسية، والتي أثرت أيضًا على قطاعات أخرى من الاقتصاد. كما سجل التضخم أيضا في الولايات المتحدة والدول الأوروبية، رقماً قياسياً للمرة الأولى منذ عقود.
المصدر: نوفوستي