بعد انتهاء الانتخابات وتلقي كل الاحزاب من دون استثناء ضربات وخسارة حزب الله اكثريته مع ضمنه 59-60 نائبا مع حلفائه، فضلا عن أهم عنصر وهو كسر المجتمع المدني هيبة السلطة السياسية في معظم دوائر لبنان وضمنت نحو 13 نائبا في البرلمان، ما يشكل بداية رائعة لها في رحلة الالف مايل.
النتائج تعكس حقد كبير عند الناس ضد السياسيين على الرغم كل الربح الذين تباهو به، ما يؤشر الى طبيعة السنوات المقبلة. أما في ما يتعلق بالمحلة المقبلة التي سيكون بمثابة اختبار لممثلي المجتمع المدني عند التوقف عند عدد من الاستحقاقات:
اولا، انتخاب رئيس مجلس نواب جديد المفترض اجراءه بعد اسبوع او اثنين ولا يجب ان تكون مفاجأة أن الرئيس بري سيكمل ولايته السابعة لكن باقل الاصوات الممكنة (نحو 70) لان ممثلي المجتمع المدني لن يتمكنوا من منع الاحزاب الرئيسية من اعطاء بري اكثرية الاصوات إلا في حال حصلت مفاجأة من جنبلاط. وسيكون موقف ممثلي المجتمع المدني كأفراد مهم جدا في هذه المسألة لانهم سيمثلون الناس التي انتخبتهم وفي حال مخالفة توجهاتهم، سيخسرون داعمهم في وقت مبكر جدا، خصوصا من الشباب، وهذا ما لا يريدونه.
ثانيا، تأليف الحكومة التي من المفترض ان تستغرق وقتا بسبب انقسام مجلس النواب بشكل حاد حيث لا يمكن لاي طرف تاليف حكومة من لون واحد وسضطر الاحزاب لمشاركة المعارضة الجديدة مثل احزاب المجتمع المدني الذين سيمثلون مناطقهم. الى ذلك، يحب ان تتألف الحكومة قبل الاستحقاق الرئاسي لانه من الضروري وجود حكومة في حال الفراغ الرئاسي لتتسلم زمام الامور والا الفراغ الشامل.
ثالثا والاهم وهي الانتخابات الرئاسية بعد نحو خمسة أشهر حيث سيترك عون القصر الجمهوري للفراغ ، وهنا ليس مهم موقف المجتمع المدني فقط، انما كل الاحزاب لان في النهاية اي رئيس سيأتي ستكون له الكلمة الفصل. فرنجية لن يأتي بعد النتائج النيابية في وقت ان جعجع خارج الحسابات منذ فترة طويلة، لذلك قائد الجيش (في حال لم يتغير) ممكن ان يكون خيار غير ان الموافقة النبابية عليه يجب ان تشمل تسوية كبيرة مثل اتفاق الدوحة.
فممثلي المجتمع المدني والمعارضة الجديدة أمام تحديات تضعهم امام المحاسبة مبكرا، فماذا سيكون قراراهم؟