إيلي حنّا
غارة خلف غارة، مجزرة خلف مجزرة، استهداف خلف استهداف، والإجرام سيد الموقف. وتمر هذه
الأحداث أمام أعيننا كأنها لعبة من الألعاب الإجرامية التي كنا نلعبها ونحن صغاراً، مع فارق وحيد، أننا الان داخل خانة الحقيقة المرة: مجازر بحق الإنسانية لا علاقة لها بالحرب القائمة.
استيقظ يا عالم من الكابوس الخطير، الذي، وإن إستمر أكثر لا يشكل خطر فقط على الدولتين إنما على العالم بأسره.
كابوس لن ينتهي بحال لن يحرّك المجتمع الدولي ساكناً إزاء الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق
الشعب الفلسطيني في غزة التي تبكي دماً، فبعد مستشفى المعمداني، مجزرة جديدة لإسرائيل أمام مستشفى الشفاء، بعد أن سقط العديد من الضحايا في قصف استهدف بوابة المستشفى والذي تزامن مع قصف آخ لسيارات إسعاف كانت متوجهة لمصر. أيضاً، لا يمكننا نسيان جريمة مخيم جباليا، حيث استخدمت إسرائيل قنبلتين تزن الواحدة منهما طن على الأقل.
والمجزرة الكبرى وإن حصلت سيكون لها أضرارها الجسيمة، والتي تتمثل بإلقاء قنبلة نووية على غزة،
الأمر الذي حظي بتأييد وزير التراث الإسرائيلي أميخاي إلياهو، بالوقت الذي سارع مكتب نتنياهو إلى الرد
على تصريحات الوزير واصفاً إياها بأنها “بعيدة عن الواقع”.
أما على الجبهة الجنوبية، فالوضع ليس أفضل، فبعد سلسلة القصف الذي استهدف مواقع للحزب، بات للعدو دور باستهداف المدنيين، حيث قصف سيارة بداخلها عائلة من أم ووالدتها وأطفالها الثلاثة بين عيترون
وعيناتا، واستشهد الأطفال الثلاثة ووالدة الأم، ما سيحتّم على الحزب الرد بطريقة حازمة، حيث أكدت
المقاومة الإسلامية أنها لن تتسامح أبداً بالمسّ والاعتداء على المدنيين.
إذاً، هكذا تبدو الخارطة حتى الان، إلى أن ربما يحدث شيئاً يوقف هذا القتال الذي يدفع ثمنه أهل وأطفال
غزة، في الوقت الذي يقف العالم الغربي والمجتمع الدولي عاجزاً أمام تسارع الأحداث وهمجية العدوان،
وإلى أن يحصل هذا الأمر، فعلى الدنيا السلام.
وإزاء هذه التطورات، تبقى الأيام الحكم الأساس، ويبقى السؤال: هل سيتم استخدام النووي في غزة؟ وهل
سيشهد الوضع في لبنان انفراج أم انفلاج؟