كريم حسامي
على الرغم من قرار الرئيس جو بايدن منح أوكرانيا حزمة أخرى بقيمة مليار دولار لجهودها الحربية ضد روسيا، كثرة التساؤلات في واشنطن مع حلفائها حول المدة التي يمكن أن تستمر فيها هذه الحرب.
قدّمت واشنطن ما مجموعه 5.6 مليار دولار إلى كييف منذ الهجوم الروسي في 24 شباط، توازيا مع معدل التضخم التي تواحهه الولايات المتحدة بنسبة 8.5 في المئة وتحديات محلية أخرى. روسيا باعت نفطاً للغرب بقيمة 97 مليار دولار، بما يكفي لتمويل حربها في أوكرانيا وفرض عقوبات على اقتصادها، لذلك ستكون موسكو قد جنت 285 مليار دولار من مبيعاتها من الطاقة بحلول نهاية العام مقارنة بـ 236 مليار دولار في عام 2021.
في غضون ذلك ، أبطأ الغرب تسليم الأسلحة المتطورة لاوكرانيا، وبدأ الجيش الأوكراني يشكو من التقصير الغربي والاوروبي خصوصا. والاسوأ أن مصادر عسكرية غربية تؤكد أن قدرة القوات المقاتلة على استيعاب الأسلحة الجديدة تتراجع بشكل مأساوي مع تراجع أعدادها.
ووسط التقدم الذي يحرزه الروس وبسبب تكلفة الحرب التي أصبحت باهظة بشكل متزايد، تعلو مزيد من الأصوات في العواصم الغربية تدعو إلى خارطة طريق لحل حرب أوكرانيا، من أهمها تعليق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارة الرئيس فولوديمير زيلينسكي الأسبوع الماضي بصحبة المستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي قائلا: “على أوكرانيا وحدها أن تقرر قبول أو عدم قبول أي تنازلات إقليمية تجاه روسيا بهدف إنهاء حرب”. وهكذا أشار ماكرون إلى التنازلات الإقليمية التي المح اليها منذ شهر.
في الواقع، ردد ماكرون صدى وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر، الذي كان لديه خبرة طويلة في حروب لا نهاية لها. تعرض الدبلوماسي المخضرم لانتقادات حادة قبل شهر بالضبط عندما غامر لحضّ أوكرانيا على “التنازل عن الأراضي لروسيا للمساعدة في إنهاء الغزو”. وقال كيسنجر: “يجب أن تبدأ المفاوضات في الشهرين المقبلين قبل أن تحدث اضطرابات وتوترات لن يتم التغلب عليها بسهولة. من الناحية المثالية، يجب أن يكون الخط الفاصل هو العودة إلى الوضع السابق “.
العقبة الكبيرة في الوقت الحالي هي أن أوكرانيا وروسيا أقنعتا نفسيهما بأن النصر في متناول يدهما، في حين تُظهر الحقائق على الأرض تحول موجة الحرب لصالح الجيش الروسي. وبالتالي، لن تتمكّن كييف من تجنّب ابرام صفقة نهائية مع موسكو في مرحلة معينة تستلزم التنازل عن الأراضي.
ولكن في غضون ذلك، وصلت المعاناة المروعة والوفيات والدمار إلى نقطة اللاعودة حيث تحولت مجتمعات وقرى وبلدات بأكملها إلى ركام. في حلول نهاية هذا العام، سيكون الاقتصاد الأوكراني قد تقلص بنحو 45 في المئة واستولى الروس على محصول الحبوب الأوكراني لهذا العام، وهو أحد الصادرات الأولية، ويقومون ببيعه.