كتب كل من ناصر سليمان ونجلة حمود في “الاخبار”:
بعد أيام على إعلان الرئيس سعد الحريري «تعليقه» وتياره العمل السياسي، افتتحت السفارة الأميركية بيروت «حملتها» الانتخابية بزيارة ثلاثة من نواب تيار المستقبل في عكار. وفد من السفارة جال على النائبين عن المقعدين السنيين وليد البعريني وطارق المرعبي والنائب عن المقعد الماروني هادي حبيش، فيما استثني من الجولة النائب المستقبلي عن المقعد السني العكاري الثالث محمد سليمان. ولم تحسم المصادر ما إذا كان استبعاده يرتبط بإقامته في منطقة وادي خالد الحدودية التي تشهد واقعاً أمنياً غير مستقر. كذلك استبعدت الجولة نائب القوات اللبنانية وهبي قاطيشا (أعلنت القوات أنها لن ترشّحه لدورة جديدة)، ونائب التيار الوطني الحر أسعد ضرغام والنائب عن المقعد العلوي مصطفى حسين.
المحافظة اعتادت زيارة الوفود الديبلوماسية، وآخرها زيارات متكررة العام الفائت للسفيرتين الأميركية والفرنسية، تمحورت حول شؤون النازحين. إلا أن زيارة أمس، بحسب معلومات «الأخبار»، تخللتها أسئلة تناولت شقين، سياسي وأمني. تمحور الشقّ الأول حول رأي النواب الثلاثة بالرئيس سعد الحريري والخيارات السياسية التي اعتمدها، والاستفسار عن بقية النواب الحاليين وعن المرشحين المرتقبين من الكتل الأخرى. كما تطرق الحديث إلى الوجود السوري في عكار ودور حزب الله وتأثيره في المنطقة. وفي الشق الثاني، جرى بحث في الوضع الأمني في المحافظة وقدرة القوى الأمنية على ضبط الأمور، خصوصاً بعد تزايد الحديث عن استعادة المجموعات الإرهابية لدورها وتنشيط عملها لجهة تجنيد شبان للقتال في صفوفها، مستفيدة من الأزمة الاقتصادية والمالية والفلتان الأمني على الحدود الشمالية.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن الوفد «يملك معطيات واسعة حول واقع المحافظة، لكن يبدو أنه يسعى إلى تقديم دراسة ميدانية بعد مطابقة المعلومات بتلك التي كوّنها عقب لقاء نواب المستقبل، خصوصاً أن المعلومات تفيد بأن النواب الثلاثة عازمون على خوض المعركة الانتخابية مجدداً في لائحة واحدة رغم إعلان الحريري تعليق العمل السياسي». وأشارت المصادر إلى أن الإدارة الأميركية «تتخوف بشكل جدي من الفراغ الذي قد يخلفه غياب الحريري في مناطق الثقل السني وفي المنطقة الحدودية الشمالية، لكونها تضم أعداداً كبيرة من النازحين السوريين، كما تعتبر منطقة سهل عكار (ذي الغالبية العلوية) امتداداً طبيعياً للداخل السوري، إضافة إلى الدور السوري المؤثر في منطقة وادي خالد الحدودية».
في دارة المرعبي في بلدة عيون الغزلان، تفيد المعلومات بأن الأخير وجّه أمام انتقادات للقوات اللبنانية، وأعلن التزامه مع الحريري. لكن النائب الذي يرغب بإعادة الترشّح ولا يحظى بإجماع عائلي ودعم «الجامعة المرعبية» حتى اللحظة، «سمع تمنياً بإنهاء الجدل مع القوات اللبنانية».
وزار الوفد بلدة المحمرة للقاء البعريني الذي نال 20 ألف صوت تفضيلي في الانتخابات الماضية ويعدّ رقماً صعباً في الانتخابات المقبلة. وهو شنّ أخيراً هجوماً لاذعاً على رئيس حزب القوات سمير جعجع ووصفه بـ«صاحب الموقف الخبيث» و«طاعن تيار المستقبل ورئيسه». كما وبحسب مصادر، فإن موقف البعريني «شهد تفاعلاً كبيراً لدى الرأي العام العكاري وشكّل منعطفاً في موقفه من القوات اللبنانية التي تحاول منذ فترة اختراق المشهد العكاري السني، وتراهن على وراثة سعد الحريري انتخابياً». مصادر أبلغت «الأخبار» أن الوفد سأل البعريني عن تحالفاته في الانتخابات المقبلة.
نهاية الجولة كانت في القبيات، حيث التقى الوفد حبيش الذي كان نائباً ثابتاً على لائحة الحريري منذ انتخابات 2005. وعُلم أن الحديث انحصر في الشأن الانتخابي، علماً أنه لم يصدر عن حبيش أي تعليق على قرار الحريري، فيما تفيد المعلومات بأنه لن يعزف عن خوض الانتخابات المقبلة.