بعد خروج الأميركي من أفغانستان مع ما صاحبه من مشهد فوضوي تكلّلت نهايته بترتيب “طالبان” المشهد السياسي والاجتماعي والامني في البلد سريعا توازيا مع تشديدها على تمتين علاقاتها مع الولايات المتحدة ودول العالم، ألفت حكومتها منذ يومين، أي الاربعاء الماضي.
ففيما كانت الاجواء في لبنان تؤكّد حتمية تأليف حكومة الإثنين حيث كان من المفترض ولادة حكومة “طالبان”، أعلنت الأخيرة تاجيل إعلان حكومتها لموعد قريب جداً وحصل الأمر نفسه في بلاد الأرز حيث تأجل إعلان الحكومة التي كان مؤكدا إعلانها مساء الإثنين.
تشير مصادر ديبلوماسية الى أنه “عندما سادت الايجابية الأجواء في لبنان من أن تشكيل الحكومة سيحصل في فترة أقساها الأربعاء (يومين)، أتى الدخان الأبيض من أفغانستان حيث تشكلت الحكومة في اليوم نفسه وعادت الأجواء السلبية الى لبنان”. وأضافت أن “الحكومة اللبنانية تأجلت يومين إضافيين أيضا ووُلدت اليوم وهذا ما يظهر بوضوح مدى ترابط الأمور مترافقة مع الضغط الأميركي الهائل على كل دول المنطقة وخاصة لبنان، بطريقة مباشرة وغير مباشرة عبر الفرنسي”.
وتؤكد المصادر ان “ولادة الحكومتين اللبنانية والافغانية في الاسبوع نفسه ليس صدفة ولا يؤشر الى اي ايجابية يمكن ان تولد لمساعدة شعوب البلدين للحصول على أبسط حقوقهم الحياتية من دون تسوّل”.
في غضون ذلك، كانت واشنطن تصر على تحدي القرار الايراني بمدّ لبنان بالطاقة الإيرانية عبر حزب الله فكسرت قراراها بعزل لبنان عن سوريا وفتحت المجال لمصر والأردن لمساعدته بما يتطلبه لتخفيف انهياره، تزامنا مع زيارة وزير الخارجية الاسرائيلي لابيد موسكو وتأجيل زيارة وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، السعودية بعد زيارة قطر. وفي الوقت نفسه، استقبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وفد ضخم من مجلس الدوما الروسي بعد وقوع اعتداء اول من نوعه من فترة طويلة ضد دورية روسية شمال سوريا ادى الى مقتل عسكري روسي.
وجاء الموقف السعودي من الولايات المتحدة على خلفية رفع السرية عن تقرير الاستخبارات الاميركية حول دور السعودية في أحداث 11 أيلول التي يصادف غداً ذكرى العشرين عليه.
الخطة الاميركية لمد الغاز والكهرباء الى لبنان عبر سوريا يتطلب وجود حكومة رسمية للمصادقة على الاتفاقات المبرمة بين الدول الأربعة: مصر، الأردن، سوريا ولبنان.
وفي السياق، يشدد مصدر عسكري على استحالة نجاح هذه الخطة من دون موافقة اسرائيل لأنها هي من تمد الغاز لمصر من بداية العام الماضي، فضلا عن كونها في وسط المشهد السياسي وتحديدا الجغرافي والدليل ما المح اليه لابيد في موسكو خلال لقائه وزير الخارجية الروسي، ان لا مفاوضات بين إسرائيل وسوريا لكن لا نمانع ان تحصل بوساطة روسية”، ما يعني ان هذه المفاوضات بدأت.
والسؤال المفصلي: كيف يمكن النأي بنفس لبنان وتطبيق هذا الشعار الفارغ في ظلّ تحكّم كل المعادلات الاقليمية والدولية بكل شاردة وواردة في التفاصيل اللبنانية؟