أخبار عاجلة

مجرم واحد.. ما يجمع لبنان وغزة تاريخ واحد!

ايلي حنّا

بعد مرور 4 سنوات على ذكرى 17 تشرين الاول 2019 في لبنان، التي يتم إحيائها كل سنة، وبالرغم من غياب تحرك الشوارع في ظل هذه السنوات، إلا أن الثورة دائما حاضرة في ذهن كل لبناني يريد تغيير الوضع. صحيح أن الثورة اللبنانية انطفأت قليلا، لكن ما لبس أن عاد التحرك مجددا في الشارع، وهذه المرة ليس للمطالبة بحقوق أصلا لن تتحقق في بلد لا يعلم أبدًا بها، إنما للوقوف تضامنا مع شعب غزة الذي يعيش حرب “دمائية” بمواجهة قاسية أمام العدو الاسرائيلي الذي يقوم يوما بعد يوم بتدمير غزة، والتي اقتصرت اخر فصائله على استهداف مستشفى المعمداني فيها الذي يقوم بإيواء ومعالجة الاشخاص المتضررين من هذه الحرب.


17 تشرين الاول، إنه تاريخ الذكريات المؤلمة والموجعة والتي دائما يتحمل نتيجتها الشعب. فهذا التاريخ حمل في ذاكرته بداية ثورة لبنانية، وصولا إلى الامر الابرز الذي سيحمله في الذاكرة المتمثل بالمجزرة التي حدثت بحق غزة وسكانها والتي نفذتها اسرائيل، مجزرة استهداف المستشفى المعمداني والذي ذهب ضحيته 500 قتيل وأكثر بينهم نساء وأطفال.


اسرائيل، ألم يسع إجرامك إطالة واستهداف مواقع في غزة، حتى وصلت إلى استهداف المكان الذي ينبعث منه رائحة الانسانية، والاخزل من ذلك أنك قمت بنكران افتعالك للحادثة، أما الامر الاخزل أكثر هو استعمال أميركا حق النقض خلال التصويت في مجلس الامن الدولي ضد قرار يدعو إلى هدنة إنسانية للصراع بين إسرائيل وحركة حماس للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.


في السياق، لا يمكننا نكران أن الامر نفسه طبق في لبنان من خلال استهداف متعمد لمرفأ بيروت من قبل اسرائيل، التي أعلنت في البداية عن تبنيها لعملية الاستهداف لتعود وتستنكر بعدها.


لبنان اليوم أيضا معني في هذه الحرب الدامية التي تشنها اسرائيل، ولكن هذه المرة وضعه في حالة مستقرة نسبيا، فبالرغم من القصف الذي يطال مواقع للحزب، لم نشهد إطلالة للسيد حسن نصرالله، الامر الذي يحتم السؤال التالي: هل عدم إطلالته هذه لعدم اقتياد البلاد إلى حرب فعلية؟


في المحصلة، النتيجة واحدة والمسبب واحد مدعوم من أقوى دول العالم، التي لا تعرف إلا أن تقود الامور إلى الفوضى والسلاح والحرب. إن غدا لناظره قريب، سنرى حينها إلى أين ستقودنا هذه الاوضاع، فهل سنبقى في حالة تهدئة نسبيا أم سنذهب إلى حرب فعلية؟ وإلى متى سنظل تحت رحمة الشيطان الاكبر أميركا وحليفتها اسرائيل؟ وهل من بوادر خير ستدخل على خط النزاع الفلسطيني الاسرائيلي؟ ومتى ستتحرك الضمائر الدولية الساكتة عن المجازر المفتعلة؟

عن admin

شاهد أيضاً

فرنجية مُرشّح فرنسا: المصالح السياسية تحت رحمة الاقتصاد

كريم حسامي ترشيح فرنسا للوزير السابق سليمان فرنجية هو اكبر دليل على كيفية انقلاب المفاهيم …