كريم حسامي
يمكن رسم صورة عن طبيعة المرحلة المقبلة في لبنان، المنطقة والعالم وفق مسار آخر التطورات والاحداث السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية الى آخره.
ففي لبنان، الامور بديهية حيث ان الاوضاع الاقتصادية ستتدهور اكثر وستنهار العملة أكثر مع تفاقم التضخم وبالتالي ازدياد الفقر توازياً مع عدم انتخاب رئيس للجمهورية وعدم تأليف حكومة.وعلى الرغم من بروز تقارير عن امكان انتخاب رئيس للجمهورية الصيف المقبل إلا ان هذا الامر مستبعد نظرا للتطورات الاقليمية.
الانقسام الاسرائيلي
انشغال المجتمع الدولي بالاوضاع اللبنانية الداخلية يؤكّد ان احتمالات الحرب مع إسرائيل اصبحت بعيدة هذا العام، وذلك سببه ايضا ما يحصل في إسرائيل مع حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة جدا وانشغالها باوضاع القدس والمسجد الاقصى والضفة الغربية وتبنيها سياسة متطرفة جدا كمنع رفع الاعلام الفلسطينية، فما هي طبيعة الاجراءات المقبلة في حق الفلسطينيين؟
وننتقل هنا الى الانقسام الاسرائيلي الآخذ في الازدياد بين فريق نتنياهو-بن غفير وفريق رئيس الوزراء السابق لابيد ووزير الدفاع السابق بني غانتس، حيث يتظاهر ألاف الاسرائيليين في الشوارع ضد سياسات الحكومة الجديدة. هناك امكانية هنا ان يذهب نتنياهو الى حرب في إحدى الجبهات في حال اهتزت حكومته وشعر بإمكان سقوطه ما يؤدي الى سقوط الحصانة عنه واستئناف تحقيقات الفساد ضده وادخاله السجن.
حرب روسية مع “الناتو”
الى ذلك، تتصاعد حدة الحرب الروسية على اوكرانيا ويتسلح الطرفان بأحدث الاسلحة حيث هناك افادت التقارير ان الجنود الاوكرانيين توجهوا الى الولايات المتحدة للتدريب على انظمة الدفاع الجوية “باتريوت”، في وقت ارسلت روسيا احدى سفنها الحربية الى البحر الاسود لدرء اي خطر هجومي على روسيا.
هذه الحرب الروسية مع “الناتو” ادت الى فقدان الاوروبيين قدرتهم الشرائية بسبب التضخم المفرط وعدم امكانية تأمين الغذاء او المسكن او التدفئة، فضلا عن العودة الى الوسائل البدائية للتدفئة، منها الحطب أو الغاز، ومنهم من لا يستطيع تأمين أي منها، ما يسبب الموت جراء الصقيع.
وحتى يكون الشتاء الثقيل مرّ على الاوروبيين، تتصاعد الحرب وتصبح أثارها منتشرة أكثر في كل العالم، خصوصا بطريقة غير مباشرة عبر التأثير بقوة على جيوب الجماهير العالمية.