أخبار عاجلة

هكذا يدرك المرء عندما تصبح الكذبة حقيقة

الحروب العالمية مليئة بالأحداث الدموية التي يكون بعضها غير صحيح ومفبرك بشكل لا يمكن لأي عاقل أن يدرك الخدعة وهناك مجازر حقيقية تحصل تُراق فيها دماء كثيرة.

عند رؤية صور وفيديوهات المجازر للوهلة الأولى، يشعر المرء بالصدمة ويصدق الرواية لانه يعطي صدقية “عالعمياني” لوسائل الاعلام التي تُقدّم الرواية وهي في معظمها غربية الهوى، فضلا عن أن الشخص ليس موجودا على أرض المعركة لتقصي الحقائق بنفسه.

بعد التجارب السياسية خلال العقود الماضية، يمكن استخلاص العبر عن أنه يجب التساؤل عن المستفيد الاول مما حصل ولمصلحة من حصل ذلك.

لسنا هنا للدفاع عن أي طرف في أي حرب، لكن الحقيقة تضيع دائما في أي حدث حولنا وتصبح الكذبة هي الحقيقة وتصبح مثبّة في أذهان العامة لدرجة انهم يدافعون عن الكذبة معتقدين انها الحقيقة.

مثلا، بعدما اعلنت روسيا انسحابها من بعض المناطق، خصوصا العاصمة كييف، تداولت فجأة وسائل الاعلام الغربية صور وفيديوهات عن ما قالت انه مجزرة نفذتها القوات الروسية في حق المدنيين في بوتشا راح ضحيتها 300 مدني، وتظهر الصور جثث ممتدة على الطرقات والدمار حولها.

 عند مشاهدة الصور، تُستفز المشاعر الانسانية ونشعر بالحزن مباشرة وهذا شعور طبيعي وردّة فعل طبيعية عند الانسان، غير انه يجب التفكير مليّاً بالموضوع والتشكيك بكل ما نقرأه ونسمعه من معلومات وألا نصدق رواية وسائل التواصل وقنوات التلفزيون لان لديها أجندة تابعت لإحدى الطرفين.

 بعد مراجعة كل شرائط الفيديوهات والصور، يتبين ان المجزرة مزورة، أي أنها حصلت لكن الفاعل لم يكن الروسي مثلما أفادت الرواية الرسمية.

والدليل الثاني على أنها مزورة هو ان هناك اطرافا سارعت لاستغلالها لاستكمال تنفيذ مشروعهم السياسي-الاقتصادي ضد روسيا مثل مسارعة ماكرون وجونسون لاعلان فرض عقوبات على روسيا سريعا، ما سيضر أوروبا أكثر بكثير وفرض طيف آخر من العقوبات الاقتصادية.

الروس ارتكبوا جرائم في أوكرانيا كما في سوريا وغيرها من البلدان ولا يختلفون عن الأميركيين وغيرهم سياسيا وعقائديا وعسكريا، لكن يجب أن يتم توضيح الصورة من وقت لآخر.

عن كريم حسامي

شاهد أيضاً

الاسرائيلي تحت الضغط ومُحرَج… فهل اقتربت صافرة الانطلاق من لبنان؟

كريم حسامي لا يمكن للاسرائيلي الاستمرار على نفس النحو في الجبهة الشمالية مع لبنان، لان …