توحي التطورات الاخيرة ان هناك منحى معين تسير فيه الامور على الصعيد الصراع الاسرائيلي-الفلسطيني، وخصوصا في ما يتعلق بالصلاة في المسجد الاقسى.
بين تبادل الزيارات بين الوفود الاماراتية والبحرينية والاسرائيلية، خصوصا زيارة الوفود العربية الى اسرائيل وتحديدا الى المسجد الأقسى كما فعل الوفد البحريني حيث استقبله بعض الفلسطينيين بهتافات تسميهم “المستوطنون الجدد” لانهم صلوا في المسجد بحماية الشرطة الاسرائيلية، ما دفع احد المواطنين المشاركين في الوفد الى القول: “وأخيراً أديت صلاة الظهر جنب إخواني وأحبابي اليهود أمام حائط المبكى في دولة إسرائيل العظيمة”.
الخارجية الإسرائيلية نشرت على حساب “إسرائيل بالعربية” محتفية بزيارة الوفد البحريني لها، صورة أظهرت رجلاً يرتدي الزي البحريني بين مجموعة من المستوطنين الذين يؤدون صلاتهم أمام حائط البراق، فيما كان يؤدي هو صلاة الظهر، وعلق الحساب على الصورة قائلاً: الدين لله والوطن للجميع.
كان سبق ذلك زيارة وفود سعودية ايضا ومواطنين سعوديين وكويتيين الى المسجد الاقسى الواقع تحت الاحتلال الاسرائيلي منذ 1967 . وتسيطر اسرائيل على مداخل باحات المسجد الذي يعتبر أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين، في حين يشير إليه اليهود على أنه جبل الهيكل حيث موقع المعبدين من عهد التوراة ويعتبر أكثر الأماكن الدينية قدسية لديهم.
الصلاة بصمت
من جهة أخرى، تؤكّد مصادر واسعة الاطلاع انه “بعد كل عمليات الاقتحام التي تنفذها مجموعات صغيرة وكبيرة من المستوطنين المتطرفين في المسجد الاقسى تحت حراسة الشرطة الاسرائيلية خلال السنوات الماضية وخاصة في الاشهر الماضية للصلاة فيه، أصبح لدى هؤلاء غطاءا شرعيا وقضائيا”.
ويسمح لليهود بالوصول إلى باحات الأقصى في أوقات معينة لكن دون الصلاة فيه.
لكن قرار المحكمة الاسرائيلية الذي سمح للمستوطنين بالصلاة في المسجد بصمت، سيكون نقطة فصل للمستوطنين حيث انه اعطاهم أمل كبير لفترة وجيزة حتى لو تم التراجع عنه.
وكانت قاضية قد سمحت الخميس الماضي لليهود بأداء صلوات صامتة في باحة الأقصى معتبرة أن ذلك لا يشكل “خطرا على الأمن العام”، وذلك قبل ان يلغيه قاض آخر معيدا العمل بقرار منع اليهود بالصلاة داخل المسجد.
في 29 أيلول الماضي، أوقفت الشرطة الإسرائيلية الحاخام أرييه ليبو عندما كان يصلي بصمت في باحة المسجد الأقصى. ومنعت الشرطة الحاخام من التوجه إلى باحات المسجد الأقصى لمدة أسبوعين.