أخبار عاجلة

هل بدأت “حماس” بالانتقال إلى سوريا فلبنان؟

بعد حرب غزة الأخيرة وما أسفر عنها من مواقف وخطوات، بات واضحاً ان الدخول المصري الى القطاع أدى الى وضع اليد على أنشطة حماس والجهاد الاسلامي، في ظل حديث عن  مسعى لعودة حماس الى سوريا ومنها الى لبنان بعدما رفضت قطر تمويلها ووضعت تركيا قيوداً عليها. وليست زيارة قائد فيلق القدس اسماعيل قاآني المفاجئة الى بيروت الا مثابة جزء من هذا الموضوع بحيث تهدف الى ترتيب الساحة والتنسيق مع حزب الله لاستقبال حماس. فهل بدأ عناصر حماس بالانتقال الى سوريا ومنها الى لبنان؟ 

مدير “المنتدى الاقليمي للدراسات والاستشارات” العميد الركن خالد حماده، أوضح لـ”المركزية” “ان ما جرى في غزة ستكون له دون شك تداعيات كبيرة على الصراع العربي – الاسرائيلي وعلى ميزان القوى المتعلق بهذا الصراع. صحيح أن حماس نجحت في إشاحة النظر ولو موقتاً عن الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي داخل إسرائيل على خلفية وقف الاستيطان لكنها لم تستطع من خلال الهجمات الصاروخية الكثيفة ضد الكيان الاسرائيلي من نقل الصراع الى مكان آخر وتحويله الى حرب حقيقية تُنتج من خلالها اتفاقات ميدانية ثابتة تشبه تفاهم نيسان بين غزة والكيان الاسرائيلي المعادي”، لافتاً الى ان “اسرائيل استثمرت الصراع وأظهرت أن مسألة الصواريخ تؤثر على الاستقرار الاقليمي. وقد أدى ذلك الى تغيير كبير في الرأي العام الدولي والاميركي لا سيما وان الصواريخ والميليشيات المسلحة لا يمكن الا ان يُبحث مستقبلها في ضوء كل التسويات وهذا ما انعكس على الاتفاق النووي في ايران”.  

وأشار حماده الى “ان مصر التي لعبت وتلعب دوراً كبيراً في وقف إطلاق النار وتثبيت شروطه، وتحظى بغطاء عربي وأميركي، ستدير هذه المرحلة التي يُعتبر وقف إطلاق النار وديمومته وثباته أحد اهم عناصرها. اذاً مصر انتقلت من وظيفة اقليمية هي ضبط حركات الارهاب في سيناء وضبط ايقاع الحركات الاسلامية في غزة الى ضابط للصراع ومعنية بتطبيق شروط وقف اطلاق النار والاستقرار ما بين اسرائيل وغزة. هذه الوظيفة الاقليمية الجديدة لمصر ستلقي بظلها على مستقبل الصراع العربي – الاسرائيلي بشكله المسلح”، معتبراً “ان حركتي حماس والجهاد فقدتا المناورة والمرونة والقدرة على خلق جولات عنف جديدة. وقد ينجح الجهد المصري المدعوم عربياً ودولياً في إعادة وضع هذا الصراع على مسار سياسي ويفضي الى تسوية ما، خاصة وان الداخل الفلسطيني مطمئنّ الى الدور المصري ولاسيما السلطة الفلسطينية والجمهور الفلسطيني بشكل عام سواء في غزة او الداخل الاسرائيلي والضفة بمجملها”.  

أضاف: “وهكذا تكون ايران قد فقدت عن طريق هذه التسوية احد الأذرع العاملة المؤثرة على الامن الاسرائيلي. وبالتالي على ايران، في حال أرادت الاستثمار بحماس والجهاد الاسلامي، ان تغيّر شكل المناورة. هذا ما يجعل فرضية انتقال عناصر حماس والجهاد الاسلامي الى خارج غزة، مقبولة جدا، لأن أقطاب وقيادات التنظيمات المسلّحة سيدفعون حكماً، بعد كل صراع مسلّح، أثمان ما آلت إليه التسوية. قد يكون هذا الخروج،  لانتفاء الدور داخل غزة او للتوظيف في دور آخر خارج غزة، وهذا ما يجعل دخول هذه العناصر الى سوريا ولبنان أمراً مقبولاً من الناحية المنطقية، لأن هناك ميليشيات ما تزال عاملة بشكل اساسي في الصراعات الموجودة سواء في سوريا في المعركة المفتوحة ما بين معارضة وموالاة وشبكة التقاطعات ومشاريع النفوذ الاقليمية ما بين تركيا وايران، أو في الداخل اللبناني حيث يمكن توجيه رسائل مباشرة الى اسرائيل والولايات المتحدة والدول العربية مفادها الامعان في القول ان لبنان يقع ضمن دائرة السيطرة الايرانية، ليس فقط بواسطة الميليشيات الشيعية المتمثلة بحزب الله وإنما أيضاً بميليشيات سنيّة كذلك، والتي تقف طبعاً ايران وراءها، وهذا ما يعقّد المشهد اللبناني في حال حصوله”. 

واعتبر حماده ان “اذا أتت هذه الكوادر الى لبنان لن تجد لها حاضنة  تضمن استقرارها ودورها سوى المخيمات الفلسطينية، خاصة تلك المؤثرة في الصراع والتي غالباً ما تمّ تسليط الضوء عليها كعوامل تفجير في الداخل اللبناني، أي مخيمي عين الحلوة وقوسايا. وقد تذهب بعض هذه العناصر أيضاً الى الشمال اذا كان يُراد الاستثمار في الضغط او زعزعة الاستقرار اللبناني في منطقة الشمال تحت شعارات سنّية سياسية متطرفة وغيرها من الامور التي تندرج تحت هذا العنوان والتي غالبا ما عملت ايران وسوريا على التوظيف فيها”. 

ورأى حماده ان لبنان امام تحدٍ أمني آخر يضاف الى الوضع الأمني المتردي الناتج عن تطور الوضع الايراني في الداخل اللبناني وسقوط الدولة برمتها تحت النفوذ الايراني وجعل لبنان فعلا ورقة مطواعة بيد طهران لطرحها في كل اللقاءات والمفاوضات التي تخوضها لتعزيز موقعها”، لافتاً الى “ان الاحتمالات واردة جدا ومنطقية، وقد تُستخدم هذه الميليشيات لإثارة القلق والبلبلة الأمنية في لحظة ما، عندما تصبح ايران في حالة من الحرج لتوجيه رسائل الى المجتمع الدولي المتململ من تصاعد النفوذ الايراني، او كورقة في مفاوضات فيينا عندما تبلغ ايران درجة الافلاس، جراء ثبات الموقف الاميركي بعدم إلغاء العقوبات وعدم وجود اي تطور في الاتفاق النووي يعيد إليها جزءا من المال الذي حجبته الولايات المتحدة الاميركية عنها منذ إلغاء الاتفاق النووي”.  

وأكد حماده “ان في حال صحّت هذه الفرضية، فإن المخيمات الفلسطينية قد تضطلع بوظيفة جديدة في لبنان، وقد يكون انتقال قادة وعناصر من حماس والجهاد الاسلامي الى المخيمات بهدف حمايتهم من تطورات الموقف في غزة ومحاولة ايجاد نوع من المساكنة بينهم وبين الفصائل المسلحة الموجودة داخل المخيمات. لكن هذا الانتقال، في حال حصوله وفي حال المغامرة الايرانية على مستوى مخاطبة اسرائيل من خلال حماس وغزة هذه المرة من الداخل اللبناني، سيضع وطن الأرز امام تحديات جديدة وقد يؤدي ليس فقط الى تفجير الساحة المحلية بل سيعطي حجة للعدو الاسرائيلي لشنّ عدوان جديد ضد الداخل اللبناني، مبرر ومغطى من الجهات الدولية والعربية، لأن لبنان سيكون عندها قد خرج بالكامل من تحت سلطة الدولة، أو قد يكون مقدمة لإدخاله في دورة عنف لا ندري فعلا مداها الزمني ومدى خطورتها هدفها الرد على طهران من لبنان واستدعاء تدخل اقليمي ودولي على نطاق واسع”.

عن admin

شاهد أيضاً

السعودية اعطت الضوء الاخضر لانتخاب فرنجية؟

بعدَ غياب لنحو شهر، وصمت تجاه التسريبات المتناقضة حيال موقف المملكة العربية السعودية من الاستحقاق …