أخبار عاجلة

2022.. خيبات متنقلة للسنة الجديدة

ايلي حنا

من سنة الى أخرى، ينتظر اللبنانيون ما اذا كانت السنة التالية ستكون أفضل من سابقها أم ستعيد نفس مصير وأحداث السنة التي ودّعوها. السنة التي مرت كانت “سنة الخيبات”، حيث مرت هذه السنة على الشعب اللبناني خيبات كثيرة.

البداية كانت مع الدولار الذي سجّل تقلبات عديدة من أول السنة مع بلوغه حوالي الـ 20 ألفا للدولار الواحد والذي تصاعد كثيرا على مدار السنة ليُحلّق ويسجل 47 ألف، الأمر الذي يترافق مع رضى الشعب المتمثل بعدم اكتراثه وذهابه لمراكز الصرف أم تسوقه في السوبرماركت أم في أماكن شراء الألعاب كونه زمن أعياد، في وقت الأسعار مرتفعة.

لم تقتصر الخيبة على الصعيد الاقتصادي فقط، بل وصلت الى السياسة مع انتاج نواب “هني زاتن” أو قدماء ونواب جدد (وهنا الخيبة الكبيرة) الذين حصنوا وضمنوا مواقعهم في السلطة، ولكنهم لم يضمنوا التفاهم والتقارب في المواقف بعد بروز الاختلافات وعدم الوحدة بينهم، الأمر الذي خيّب أمل الشعب الذي انتخبهم لأنهم أولا أشخاص جدد وثانيا لأن الشعب وجد فيهم النواب الآتين لتغيير الوضع، الأمر الذي لم يحصل.

ان الخيبة الأكبر في السياسة تتمثل بالفراغ الرئاسي والحكومي بسبب عقد موضوعة من أطراف لا يريدون الا أن يوقفوا عملية التصويت لرئيس جديد أو لعرقلة تأليف حكومة لأنها تضر بمصالحهم أو بسبب فرض ضغط عليهم من حلفاء ممكن للتعطيل وايقاف العملية، الأمر الذي يشكل عملية ضغط منهم للاتيان بالشخص المناسب لهم.

ولا يمكننا انكار أن اللبناني خاب امله كثيرا هذه السنة بعد الوعود الفانية التي مني بها على صعيد الكهرباء (في وقت بحاجة لها كي لا “يمرك” العداد عليه طيلة النهار) وخاصة بعد وعد وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال  وليد فياض بتأمين النفط والغاز من الأردن، ما ادى بفئة من الشعب الى الجلوس على “العتمة” بما أنهم غير قادرين أن يدفعوا اشتراك موتور خاص.

في ظل هذه الخيبات، لا بد من وجود منفس للشعب الذي تجسّد بانجاز اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل وذلك قبل أيام قليلة على انتهاء ولاية رئيس الجمهورية بعد اعطاء الضوء الأخضر من أميركا. أيضا، وجد الشعب المنفس في فترة زمنية قصيرة، “فاللبناني بدو يعيش”، حيث بعد المونديال الذي ألهى وأبسط الشعب ان كان في “الكافيات” أو في المنازل، مرت الأعياد لتلهي الشعب قليلا عن همومه ومصائبه في بلد لا يعرف الا أن يغرق نفسه وشعبة بالأزمات المستعصية.

في السياق، نودع سنة ونستقبل أخرى حافلة بالازمات كأزمة الدولار وغلاء المعيشة التي ستودي الشعب الى “الغطس” أكثر في مستنقع الفقر، كما الشغور الرئاسي الذي سيبقى “مكانك راوح”.  

وهناك مجموعة من الاسئلة التي يجب طرحها: أين أصبح الحل على صعيد الملف الكهربائي “الممسوك” منذ سنوات طويلة من وزراء “التيار”؟ هل السنة الجديدة ستحمل بارقة أمل بالاتيان برئيس جديد للبلاد مع انخفاض ولو قليل بالدولار؟

عن admin

شاهد أيضاً

مجرم واحد.. ما يجمع لبنان وغزة تاريخ واحد!

ايلي حنّا بعد مرور 4 سنوات على ذكرى 17 تشرين الاول 2019 في لبنان، التي …