أخبار عاجلة

السعودية تحضّر الأرضية للسلام الخليجي مع إسرائيل

في تطور لافت وطبيعي في سياق الاحداث المتسارعة بين الامارات والبحرين من جهة وإسرائيل من جهة أخرى وبعد أقل من عام على تطبيع العلاقات بين البلدين، افتتح وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد الثلثاء الماضي في أبوظبي أول سفارة إسرائيلية في الخليج.

وزيارة لابيد للإمارات هي الزيارة الرسمية الأولى لوزير إسرائيلي منذ اتفاق تطبيع العلاقات بين الدولتين في أيلول من العام الماضي.

وبعدما كانت اقتربت لحظة التطبيع بين إسرائيل والسعودية في عهد ترامب ثم ابتعدت في الفترة الأخيرة، غير أن مواقف إدارة بايدن حيال اتفاقات إبراهام تُشجّع على توسيع نطاق مسار التطبيع الخليجي الاسرائيلي، فضلا عن تأكيد رئيس الوزراء الاسرائيلي نافتالي بينيت أن التطبيع مع البحرين والامارات مجرد البداية.

تحول في السياسة السعوديةad

في السياق، لوحظ حصول تحول لافت في سياسة السعودية خصوصاً بعد افتتاح السفارة الاسرائيلية في الامارات، حيث تم تسليط الضوء على هذا الحدث الديبلوماسي في الصحف السعودية.

ويؤشر هذا التحوّل مُجدّداً إلى سعي الرياض للقفز على متن عربة السلام بين دول الخليج وإسرائيل عبر نشر مقالة في عمود نشرته أبرز الصحف السعودية الناطقة باسم النظام الملكي السعودي، في الأول من تموز.

وأشار كاتب المقالة إلى أن زيارة لابيد للامارات والبحرين وهي الأول لوزير إسرائيلي إلى الدولتين الخليجيتين الموقعتين على اتفاقات إبراهام، فيما نشرت الصحيفة على صفحاتها الأولى صورة للابيد محاطاً بالعلم الإسرائيلي، اضافة إلى استضافة القنوات التلفزيونية النقاد الإسرائيليين ضمن برامج حوارية مباشرة، وغالبا ما تقدمهم كخبراء في القدس.

ويتم إلغاء كل المحظورات التي دامت عقوداً ، حيث يتطلع السعوديون إلى تقوية العلاقات التجارية المزدهرة التي تربط جيرانهم بالدولة اليهودية.

الخلافات السعودية الاماراتية

الى ذلك، يؤكد المراقبون أن “ولي العهد محمد بن سلمان أدرك أن الرياض تخلّفت عن باقي الدول، خصوصاً الامارات، وعليها التخلي عن السياسة التي عفا عليها الزمن وتعديلها، حيث يكون ربط الاعتراف بإسرائيل بالصراع الفلسطيني”.

لقد أصبحت سياسة اللاحرب واللاسلم، وفق المحللين، تقود إلى المجهول لذلك أدرك بن سلمان منذ فترة طويلة أن الاقتصاد القائم على النفط لم يعد قادرا على الحفاظ على تعداد سكاني نما إلى 35 مليون نسمة ويتوسع.

أما الاماراتي، فأظهر براعة في اعتماد التنوّع خلال السنوات الماضية كطريقة افضل للتعامل مع الأمور، وبالتالي اصبحت البلاد مركز للخدمات والسياحة والتجارة بدلاً من الاعتماد على النفط، فيما سيتعين على السعوديين القيام بالمثل، لذلك توترت العلاقات السعودية-الاماراتية في الفترة الاخيرة.

سبب هذا الخلاف الكبير عوامل عدة كتباين المواقف بشأن الأزمة اليمنية، سرعة المصالحة السعودية مع قطر وتطبيع الإمارات مع اسرائيل، الملف الإيراني يبعد الجارين، ظهور رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل على قناة “العربية” ما ادى لاتخاذ اجراءات بينها وقف السعودية الرحلات من الإمارات وإليها قابله اتخاذ طيران الامارات الاجراء نفسه تحت حجة كورونا، ووقوع خلاف حول مستقبل اتفاق “أوبك+” لخفض إنتاج النفط، تعديل السعودية قواعد الاستيراد من دول الخليج، فضلا عن تخطيط السعودية لإطلاق شركة طيران جديدة للتنافس مع طيران الإمارات والخطوط القطرية.

آخراً وليس أخيراً، يتفهم MBS أنه يجب عليه اختيار بين كتلتين في الشرق الأوسط. أحدهما بقيادة الدول العربية وإسرائيل على أساس علاقات السلام بينهما كمحرك قوي لتوليد الثروة والازدهار لشعوبهما، والآخر بقيادة إيران، التي يتفاوض معها، لكنها تُركّز على تطوير سلاح نووي وسكانها جائعين.

عن كريم حسامي

شاهد أيضاً

هل الفراغ مستمر حتى الانتخابات الأميركية عام 2024؟

تشي الاوضاع في لبنان بعد نحو 8 اشهر على الفراغ و 12 جلسة انتخاب رئيس …