أخبار عاجلة

هذه دلالات الانسحابات الأميركية من العراق وأفغانستان

بعدما اتُخذ القرار بالانسحاب العسكري الأميركي من أفغانستان والعراق في آخر العام، يبدو أنّ الأمور تتجه أكثر نحو التصعيد مثلما يحصل في افغانستان مع “طالبان”.

ما إن باشرت واشنطن انسحابها حتى استغلته طالبان، الحركة السنية المتطرفة، لشنّ أكبر حملة عسكرية مضادة استولت فيها على عدد من المناطق ما يُهدّد بالاستيلاء على السلطة، في وقت تدخلت أميركا جوياً عبر غاراتها لمساعدة القوات الأفغانية.

الى ذلك، نقلت “ًWall Street Journal” عن مسؤولين أميركيين وعراقيين أن بيانا وشيكا سيصدر بسحب القوات الأميركية المقاتلة من العراق نهاية العام، وهذا ما أكده الرئيس بايدن خلال لقائه الرئيس العراقي.

“داعش” والفصائل الايرانية

هذا القرار ستكون له انعكاسات سلبية، وفق ما تقول مصادر عسكرية، لسبب وحيد أن أميركا ليست الدولة الوحيدة التي تنشر الفوضى وعدم الاستقرار في العراق وغيره من الدول، بل إيران وسوريا والفصائل المدعومة منها الى جانب روسيا والصين التي تستغّل الفراغ لبسط نفوذها الاقتصادي-العسكري-الاجتماعي-السياسي على الجغرافيا العراقية. وأضافت أن “السيناريو العراقي سيكون مشابهاً أو أسوأ من الافغاني بعد الانسحاب الاميركي لتداخل مصالح دول اكثر في البلد”.

ولا يوجد للصدف مكان في عالم السياسة حيث ان اتخاذ قرار بالانسحاب من دولتين تحيطان بإيران في الوقت نفسه يظهر الكثير من النوايا تزامناً مع زيادة الضغوط الأمنية من الجهتين الشرقية (أفغانستان) والغربية (العراق) على الحدود الايرانية وزيادة التهديد الأمني الذي يستهدف الامن القومي الايراني. وسط هذه التطورات، اندلعت تظاهرات في طهران ومدن إيرانية بسبب تردي الاوضاع الاقتصادية وانقطاع الماء والكهرباء، وبالتالي يحاول الأميركي أن يظهر أن الفوضى ستعم من دون وجوده.

من جهة أخرى، هل يؤدي الانسحاب الاميركي من العراق الى سيطرة الفصائل الايرانية (الشيعية) على مناطق واسعة من أجل تعويض  السيطرة “السنية” على الجهة المقابلة من الحدود، ما يعني في الحالتين اهتزاز الامن في المنطقة مجددا وتزايد الضربات الاسرائيلية في دول مختلفة مثل سوريا.

تغيير قواعد اللعبة

وحول سوريا، غيّرت موسكو سياستها بشكل جذري بشأن الضربات الجوية الإسرائيلية بعد الغارة قرب حلب ككشف جيشها لأول مرة تفاصيل الغارات الإسرائيلية وتأكيد أن أنظمة روسية الصنع أسقطت الصواريخ الموجهة.

وأتبعت وزارة الدفاع الروسية، التي لم تعلق سابقاً على الغارات الإسرائيلية، ببيان أشارت فيه إلى “الهجمات المستمرة على السيادة السورية”. وأكد البيانان “نجاح الدفاعات الجوية السورية في مواجهة تلك الهجمات”.

يبدو ان روسيا بدأت تتبع سياسة جديدة بعد لقاء بوتين-بايدن عبر رفض الغارات الاسرائيلية، وهذا خلفيته معارضة بايدن للغارات الاسرائيلية على سوريا. ووفق مسار الامور، يبدو ان روسيا ستغلق المجال الجوي السوري امام اسرائيل، خصوصا بعد الغارة الاخيرة التي حصلت من خارج سوريا، أكان من الاردن ولبنان الذي سيكون الدولة الأكثر تحملا للنتائج الكارثية لهذه السياسات.

عن كريم حسامي

شاهد أيضاً

هل الفراغ مستمر حتى الانتخابات الأميركية عام 2024؟

تشي الاوضاع في لبنان بعد نحو 8 اشهر على الفراغ و 12 جلسة انتخاب رئيس …