في وقت بدأت المفاوضات النووية حول البرنامج النووي الايراني في فيينا، هناك عدد من علامات الاستفهام تُطرح عن جدوى نشر الهلع لنحو 30 عاماً في ما يتعلق بالقنبلة النووية التي من المؤكد انها بحوزة ايران.
فيما تقول الجمهورية الاسلامية منذ زمن وبشكل متكرر انها لن تمتلك القنبلة بسبب فتوى المرشد الاعلى علي خامنئي إلّا أنّها قبل أسبوع من بدء أهم مفاوضات مفصلية بين الغرب وتحديدا الولايات المتحدة من جهة وأيران من جهة أخرى، خرجت الخارجية الايرانية بموقف لافت جدا للمرة الأولى، مؤكدة انها “تمتلك قدرات صنع السلاح النووي منذ مدة طويلة، لكن عقائدهم وتعليمات قائد الثورة تمنعنهم من الحصول عليها”.
بعد نحو 30 عاما من استخدام هذا الموضوع كأداة من ايران واسرائيل والغرب على السواء لتمرير المشاريع في المنطقة، اصبح واضحا ان القنبلة اصبحت بمتناول الجمهورية الاسلامية منذ فترة طويلة، خصوصا عند التعمّق بمواقف وتصاريح المسؤولين الاميركيين والاسرائيليين والايرانيين التي فُضح نفاقها مع مرور الوقت حيث يمكن التأكد كيف ان ايران كانت تقول انها لا تفكر ابدا بالحصول على القنبلة ثم تراها تؤكد ان لديها الامكانات للحصول عليها بسرعة، في وقت ان اسرائيل والغرب يقولون منذ فترة طويلة جدا تارة ان ايران ستحصل على القنبلة في غضون اشهر او سنوات ثم انها بعيدة من الحصول عليها.
الطرفان يفيدان بعضهما، فايران بدلا من صرف اموالها على شعبها لمساعدته على تخطي ازماته المعيشية في ظل الانهيار، صرفتها على برنامجها النووي الذي لم يطعم الشعب وافقره اكثر وصرفت مليارات الدولارات على مشروعها الخارجي.
أما اسرائيل وأميركا، فاستفادت من الموضوع للتمدد أكثر في الشرق الاوسط واخافة دولها للتقرّب من اسرائيل واقامة علاقات معها وهذا ما يحصل وسيشمل كل الدول بينها إيران. فسياق الاحداث يؤكد امتلاك ايران لهذا السلاح من دون اعلان كل الاطراف عنه رسميا لابقائه مادة دسمة.
كلما ابتعد موعد حصول ايران على القنبلة من خلال تخصيب اليورانيوم ، وفق اسرائيل والغرب، كلما ندرك ان الوقت لم يحن لانهاء هذا الملف، وكلما اقترب الموعد كأشهر وعلى ابعد تقدير سنة، ندرك ان الوقت حان لانهاء هذا الملف وهذا ما يحصل حالياً.
مثلا رئيس القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي أكد أن إيران الآن أكثر تقدمًا في برنامج أسلحتها النووية أكثر من أي وقت مضى، وتنتج مخزونات من اليورانيوم المخصب حتى درجة نقاء 60 في المائة ، وتقترب أكثر من 90 في المائة من المواد المستخدمة في صنع الأسلحة. وأكّد انه لم تتخذ إيران بعد قرار بناء رأس حربي نووي ، لكنها “قريبة جدًا هذه المرة”. الاستنتاج الذي يمكن استخلاصه من ربط كل هذه الافكار ببعضها أن قرار النظام في طهران بجعل إيران دولة ذات عتبة نووية انتهى منذ فترة طويلة وقرار الحرب او المفاوضات لا تدور حول الملف النووي بل أمور مخفية بينها العلاقات الايرانية-الاسرائيل