في ما يبدو أنّه مؤشّر لطبيعة المرحلة الجديدة والمقبلة، إنّ نمط الهجمات على الإمارات يظهر أنها ستصبح شبيهة بالهجمات على السعودية، أي شبه يومية أو حتى يومية.
تسلسل الأحداث يظهر كيف كانت الهجمات الحوثية على السعودية عبر استخدام الصواريخ الباليستية، وخصوصاً الأسلحة الجديدة المتمثلة بالطائرات المسيّرة المفخّخة، تحصل مرة أومرتين كل أسبوع وتطوّرت تدريجياً لتبلغ في بعض الأحيان عمق السعودية عبر الوصول الى العاصمة الرياض واستهداف عدد من المطارات، وتغيّرت المدة الزمنية لتصبح مع مرور الأشهر والسنوات الى شبه يومية ويومية.
هذا النمط يتكرّر اليوم مع الامارات بعد الهدنة التي استمرت سنتين، وتحديداً بعد اشتداد المعارك بين التحالف العربي والحوثيين في اليمن، حيث قرّرت الجمهورية الاسلامية في إيران تصعيد الموقف الميداني على خلفية تعقّد المفاوضات في فيينا وتراجع أولوية الملف الإيراني أمام الملّف الأوكراني الذي يُهدّد يتغيير كل المعادلات، وحتّى مسار المفاوضات ونتيجتها التي تنتظرها إيران بفارغ الصبر من اجل رفع جزء من العقوبات عنها.
عندما بدأ الحوثيون اطلاق صواريخهم وطائراتهم نحو الامارات، كان المراقبون يستمهلون الايام والاسابيع لاستطلاع ما إذا كانت إيران ستستمر في التصعيد الخطير والغير المسبوق ضد المركز الاقتصادي الدولي الأول في الخليج الذي يستقبل عدداً كبيراً من الاستثمارات والمشاريع الأحنبية ونحو 200 جنسية مختلفة ومركز المؤتمرات والمسابقات الرياضية والاقتصادية والتكنولوجية العالمية، ما يشكل ضربة كبيرة لاقتصاد هذه الدولة والمنطقة المنهار أصلاً.
الهجمات الصاروخية ستستمر مرة في الأسبوع لتتصاعد حتى مرتين ثم بشكل شبه يومي… إلّا إذا قرّرت إيران تخفيف العبء على دول الخليج خصوصا الامارات المطبعة مع اسرائيل والذي حلّق رئيس دولتها فوق صهراء السعودية للوصول الى الامارات، غير أن المؤشرات توحي بمزيد من التصعيد العسكري ما يؤدي الى شن التحالف العربي مزيدا من الغارات العنيفة على اليمن. فهل تدفع الإمارات ثمن تطبيعها مع الدولة العبرية؟
هذه الهجمات تُغيّر المعادلات لسبب وحيد أن الامارات احرزت المراتب الاولى في مؤشر السلام العالمي لسنة 2020 في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المضطربة، وهو ما يعتبره أيصاً سكان البلد من أهم الانجازات التي حققه حكامها.
لذلك، تمّ ضرب هذه الصورة جزئيا وأي مواطن يعيش في الامارات يخاف ويقلق عندما يسمع هذه التطورات؟ ماذا سيفعل حكام البلد إذا لم تنجح الغارات في وقف الصواريخ والمسيرات من الوصول الى بلدهم مثلما يحدث حالياً ومع السعودية سابقاً؟ هل يفتحون مزيدا من قنوات الاتصال مع إيران لحثها على كبح الحوثيين؟
ماذا ستفعل الامارات لوقف هذه الهجمات؟ وكيف ستساعدها وتحميها الولايات المتحدة وإسرائيل؟ ام اتخذ القرار بتغيير الانظمة في المنطقة؟ الايام والاشهر ستحمل معها الاجابات.