كريم حسامي
هل أعطى لبنان إسرائيل الحقّ في استخراج النفط والغاز من حقل “كاريش”؟ بموافقة “حزب الله” هكذا يبدو المشهد بعد جولة الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين إلى لبنان ولقائه المسؤولين.
التقارير تشير الى ان نتيجة محادثات الوسيط الاميركي هي ان السياسيين وافقوا على التفاوض انطلاقا من الخط 23 بدلا من الخط 29 وطالبوا بحقل قانا.
وتؤكد ان هوكشتاين غادر لبنان مرتاح لمَا سمعه حيث كان الموقف اكثر ليونة من المرات السابقة وهذا يدل على ان حزب الله راض ومتفق مع كل الاطراف على الموقف الرسمي على الرغم من تهديدات امين عام حزب الله حسن نصرالله بقصف السفينة الاسرائيلية التي جاءت ردا على دخولها منطقة متنازع عليها.
وتشدد التقارير على ان “في حال استمر الوضع على ما هو عليه، يعني انه لن يتم التوصل الى اتفاق حول ترسيم الحدود قبل نهاية عهد عون، اي بعد اربعة أشهر، هي المدة التي تحتاجها اسرائيل للبدء التنقيب عن النفط والغاز في حقل “كاريش”.
توازيا، وقعت تل ابيب اتفاق تاريخي لمدة ثلاث سنوات مع مصر واوروبا وايطاليا لتوصيل الغاز الاسرائيلي الى اوروبا وتعويض الغاز الروسي، غير ان الجزء المفقود هو ان اسرائيل تحتاج الى الغاز اللبناني لتستكمل المشهد ما يشكل عثرة، لذلك يتم الضغط على لبنان بالحرب العسكرية إذا رفض التوصل الى اتفاق مع الدول المعنية لان مشروع مد انبوب موجود في مصر لتسييله قبل نقله الى اوروبا يحتاج الى بعض الوقت.
انظمة صواريخ لاوكرانيا
هذه التطورات المرتبطة بالحرب الروسية على اوكرانيا التي تنتظر وصول انظمة الدفاع الاميركية اليها في آخر الشهر الحالي، أجبرت الرئيس بايدن لتغيير مشاريعه والتخطيط لزيارة الشرق الاوسط، حيث يصل اسرائيل في 13 تموز ويختتمها بالسعودية في 16 تموز، في زيارة مباشرة بين الدولتين هي الاولى لرئيس أميركي سيتخللها الاعلان عن بعض الامور الحيوية مثل زيادة انتاج النفط السعودي، خصوصا بعد لقاء بايدن ببن سلمان الذي سيعتبره السعوديون انتصاراً ديبلوماسياً كبيراً لهم بعد عام من شد الحبال.
الى ذلك، تزداد الحرب بين اسرائيل وايران مؤخرا حيث تغتال الدولة العبرية ابرز مسؤولي الحرس الثوري وتخطط ايران للانتقام في عدد من البلدان وسط فشل مفاوضات فيينا وزيادة ضغط الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الجمهورية الاسلامية بعد زيارة رئيسها اسرائيل.
“قبة حديد” إقليميّة
والاهم من كل ذلك خصوصا للمرحلة المقبلة هو ان بعض المصادر تأكيدها ان المنطقة مقبلة على تطورات مفصلية تحسباً لكافة الاحتمالات والسيناريوهات المحتملة بما فيها سيناريو المواجهات الإقليمية العسكرية”، كاشفةً في هذا الإطار أنّ زيارة بايدن سينتج عنها اتفاقات وتفاهمات تصب في هذا الاتجاه وقد تفضي إلى “ربط رادارات عدة جيوش في المنطقة ببعضها البعض ضمن إطار غرفة تبادل معلومات عسكرية، بما سيؤدي، في حال اعتماد هذا الأمر والموافقة عليه من قبل الدول المعنية، إلى إنشاء ما يشبه “قبة حديد” إقليمية بين هذه الدول في مواجهة اندلاع أي حرب محتملة مستقبلاً مع إيران”.