كتبت “الجمهورية”:
قد نشهد بدءاً من يوم الجمعة المقبل تحوّلاً في نمط عيش المواطن اللبناني خصوصاً الشباب والشابات، الذي سيبدأ التفكير ملياً قبل استلقائه لساعات حاملاً هاتفه الخلوي لتصفح الانترنت او بالأخصّ للتواصل عبر «whatsapp» الذي وصف بشرارة الثورة، او لولوج مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك»، «تويتر»، «انستغرام» «تيك توك» وغيرها.
سوف تشهد كلفة الاتصالات وباقات الانترنت بدءاً من اواخر الاسبوع الجاري، ارتفاعاً يبلغ حوالى 4 أضعاف و7 أضعاف على التوالي، ولن تعود كلفة الانترنت في لبنان من الأدنى في العالم بغض النظر عن جودتها، بل ستصبح خارج القدرة الشرائية لمعظم المواطنين الذين لم تُعدّل رواتبهم لتواكب ارتفاع أسعار الخدمات والسلع واحتسابها على دولار السوق السوداء.
ورغم انّ رفع كلفة الاتصالات أمر لا بدّ منه لتأمين استمرارية القطاع، إلّا انّ طرح بطاقات مسبقة الدفع جديدة لذوي الدخل المحدود بقيمة 4,5 دولارات أي بحوالى 112 الف ليرة، لا تلبّي طموحات ومتطلبات شريحة كبيرة من اللبنانيين من الشباب والطلاب ورواد الاعمال الذين يحتاجون الى أكثر بكثير من 500 ميغابايت شهرياً للتواصل مع العالم!
تتضمن البطاقات المسبقة الدفع التي سيتمّ طرحها في الاول من تموز بالتوازي مع تعديل كلفة الاتصالات والانترنت، بطاقتين مسبقة الدفع من شركة «تاتش»، الاولى برصيد 4.5 دولارات توفّر لصاحبها 56 دقيقة تخابر أو 500 ميغابايت من الداتا و12 دقيقة تخابر صالحة لـ 35 يوماً، على ان يتحوّل الرصيد الحالي للمشتركين بالخطوط المسبقة الدفع، وفقاً لسعر صيرفة اليومي الى الدولار، أي انّ رصيداً حالياً بقيمة 150 الف ليرة سيصبح 6 دولارات يوم الجمعة، توفّر لصاحبها حوالى 78 دقيقة تخابر أو 500 ميغابايت من الداتا و34 دقيقة تخابر. اما البطاقة الثانية من «تاتش»، فهي بقيمة 7 دولارات سيتمّ بيعها ايضاً على سعر صرف منصّة صيرفة اليومي والذي يتراوح حالياً عند حدود الـ25 الف ليرة أي ما يعادل 175 الف ليرة، توفّر لصاحبها 1.75 غيغا بايت و5 رسائل نصّية و5 دقائق تخابر.
اما بالنسبة لشركة «الفا»، سيصبح سعر البطاقة المباعة حالياً بـ 22.73 دولاراً (أو 34 ألفاً على سعر الصرف الرسمي)، 7.58 دولارات، أي ما يعادل حوالى 190 ألف ليرة عند احتساب الكلفة على سعر صرف صيرفة حالياً، على ان تبقى مدة صلاحية البطاقة، أي الشهر، على حالها دون تعديل. اما أسعار بطاقات الإنترنت عند تطبيق التعرفة الجديدة في الأول من تموز ستصبح كالتالي: 3.5 دولارات لباقة الـ 500 (87 الف ليرة)، 13 دولاراً لباقة الـ20GB (325 الف ليرة)، و19.50 دولاراً لباقة الـ40GB (487 الف ليرة).
في المحصّلة، فإنّ أدنى كلفة شهرية للحصول على بطاقة مسبقة الدفع تبلغ حوالى 100 الف ليرة على سعر صيرفة الحالي، علماً انّها توفّر 500 ميغابايت فقط شهرياً لصاحبها.
ماذا يمكن ان تفعل بـ500 ميغابايت؟
لا تكفي الـ500 ميغابايت سوى لاستخدام تطبيق الـwhatsapp لحوالى 22 يوماً فقط، في حال كان معدل الاستخدام ضمن المعدلات الطبيعية ومن دون ارسال الصور والفيديوهات. مع العلم انّ الـ500 ميغابايت لا تكفي لاستخدام الـwhatsapp بالتوازي مع مواقع التواصل الاجتماعي الاخرى كالـfacebook، instagram ،twitter وغيرها… اما في حال إرسال الصور والفيديوهات عبر الـ whatsapp، فإنّ الـ500 ميغابايت لا تكفي سوى لمدة 5 ايام، مع الإشارة الى انّ ارسال او تلقّي فيديو بجودة متوسطة مدّته حوالى دقيقة، يحتاج الى حوالى 3.5 ميغابايت.
ووفقاً لمعدلات استخدام الداتا، يحتاج المشتركون، من أجل ولوج مواقع التواصل الاجتماعي المعتمدة وتطبيقات التواصل الاخرى الرائجة في لبنان والخارج، بالإضافة الى تصفح الانترنت، وذلك بالحدّ الأدنى، الى ما بين 1.5 الى 5 غيغا بيت شهرياً، أي وفقاً للاسعار المعدّلة الجديدة إلى بطاقات مسبقة الدفع تبلغ قيمتها ما بين 175 الف ليرة و325 الف ليرة بالحدّ الأدنى، من دون كلفة التخابر العادية.
اما بالنسبة للخطوط الخلوية الثابتة، فإنّ كلفة الفواتير الحالية ستُقسّم على 3 وتُسدّد على سعر صيرفة، اي انّ الفاتورة التي كانت تبلغ قيمتها 100 دولار شهرياً ستصبح حوالى 33 دولاراً، تسدّد بالليرة وفقاً لسعر صيرفة (25 الف ليرة) وتصبح حوالى 833 الف ليرة بدلاً من 150 الف ليرة سابقاً.
وقد باشرت شركتا «الفا» و«تاتش» امس بإرسال رسائل نصية للمشتركين تحيطهم علماً بأنّه «ابتداءً من 1 تموز، يحوّل أي رصيد حالي من الدولار إلى الليرة (على سعر 1515)، ثم يُقّسم على سعر صيرفة. وتالياً، تُسدّد المستحقات المعدّلة بالدولار، أو بالليرة وفقاً لسعر صيرفة بتاريخ الدفع»، وذلك عن فواتير شهر حزيران، على ان تدخل التسعيرة الجديدة المعدّلة حيز التطبيق بدءاً من اول تموز.
تجدر الإشارة الى انّ شركة احصاءات تتوقع ان يرتفع استخدام الداتا لكل هاتف محمول عالمياً، بشكل كبير في السنوات القليلة المقبلة ، مرجّحة أن يصل إلى متوسط 34 غيغابيت لكل هاتف ذكي شهرياً في العام 2026.