حذرت “خدمة الأمين” التابعة لجهاز أمن الدولة في دبي من مخاطر إدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية، وخصوصا الهوس بما يعرف حاليا بالـGaming.
والـ”Gaming” هو الدخول أشخاص في منافسات طويلة بألعاب مختلفة يؤثر بعضها بالسلب على شخصياتهم ويدفعهم إلى التصرف بعنف وتوحد.
وقال المشرف العام لخدمة الأمين عمر الفلاسي في تصريح لموقع “الإمارات اليوم” إن هناك ملاحظات وردت إلى الخدمة من آباء أفادوا بأن الهوس على تلك الأنشطة وصل لدرجة انعزال أطفالهم كليا عن الأسرة وقضاء معظم الوقت أمام شاشات الكمبيوتر، ما أثر على سلوكياتهم وجعل ردود أفعالهم حادة عند محاولة إجبارهم على التوقف لفترة أو دعوتهم للحصول على استراحة.
وأوضح أن الخدمة حريصة على رصد المخاطر الناجمة عن الألعاب الإلكترونية لأن الأطفال لا يتمتعون بالوعي الكافي لحماية أنفسهم، لافتا إلى أن من بين هذه المخاطر استخدام الأطفال في ترويج المخدرات أو القيام بممارسات عنيفة.
وتابع قائلا: “من الملاحظات البارزة التي وردت من الآباء كذلك، إصابة أبنائهم بما هو أقرب إلى التوحد، فينعزلون كليا عن محيطهم ويفقدون لغة التواصل المناسبة سواء مع أقرانهم أو ذويهم”.
وكشف أن هناك مخاطر عدة أخرى مثل اختراق الحسابات الشخصية للأطفال وسرقة بياناتهم والمعلومات الخاصة بهم، واستخدامها في تهديدهم واستدراجهم، فضلا عن إمكانية نشر أفكار تغذي العنف وتروج للتطرف.
ورصدت الجهات ذات الاختصاص حالات سابقة لأطفال أصيبوا بتشنج نتيجة طول فترة ممارسة الألعاب الإلكترونية، إذ لا يشعر الطفل بالوقت مع انغماسه في اللعب، وانفصاله كليا عن الواقع المحيط به، ما يعرضه لتشنجات الرقبة أو العضلات والعمود الفقري.
وقال الفلاسي إن الإدمان على تلك الألعاب له أضرار اجتماعية منها صعوبة تأقلم الطفل مع الحياة الطبيعية لاعتياده على نمط الحركة السريعة في تلك الألعاب، ما يصيبه بحالة من الفراغ النفسي والشعور بالوحدة سواء في منزله أو مدرسته، فضلا عن أن الشخصيات الافتراضية التي يتعامل معها تفصله كليا عن واقعه، ما يولد لديه كثيرا من التحدي والعنف والصراع الدائم مع محيطه المختلف.
وأكدت دراسات حديثة أن الأطفال الذين يدمنون تلك الألعاب يفقدون تدريجيا مهارات التعامل مع الآخرين والقدرة على إقامة العلاقات والصداقات، ولا يستطيعون التعبير عن أنفسهم، كما تصنع من الطفل شخصا أنانيا لا يفكر سوى في إشباع حاجاته من الألعاب فقط دون أن يهتم بحاجة أشقائه الذين يفترض مشاركته في استخدام أجهزة الألعاب، لذا تقع مشكلات بين الأشقاء على اللعب، بعكس الألعاب الجماعية الأخرى التي تعزز علاقتهم، بالإضافة إلى أن هذه الأنشطة الإلكترونية، تدفعهم إلى ابتكار وسائل احتيالية لخداع ذويهم بهدف الحصول على نقود لإنفاقها على هذه الألعاب.
وأكد الفلاسي أن الآباء يتحملون مسؤولية كبرى في حماية أبنائهم، لأن البعض للأسف يتعامل بمنطق التخلص من صداعهم بتركهم لساعات طويلة أمام تلك الأجهزة، طالما أنهم لا يلحون عليه بطلبات أو يعبرون عن مللهم واستيائهم من شيء ما.
وقال إن هذه الظاهرة لا تتحمل التعامل بتجاهل أو إهمال، لأن العواقب التي كشفت عنها الدراسات المختلفة، ورصدتها خدمة الأمين تؤكد ضرورة التدخل بحزم، وعدم منحهم وقتا مفتوحا لممارسة هذه الألعاب دون رقابة أو إشراف.
وطالب بضرورة تحديد وقت للعب، يلتزم به الأطفال من أنفسهم وحثهم على ممارسة الأنشطة الاجتماعية والرياضية الجماعية، فضلا عن عدم تركهم يلعبون في غرف مغلقة، والتأكد من عدم تواصلهم مع غرباء أثناء اللعب، مؤكدا أن الوقاية أفضل من العلاج لأن المخاطر كبيرة وقريبة.
المصدر: موقع “الإمارات اليوم”