كريم حسامي
الاحداث تتسارع باتجاه سلبي فيما الوقت ينفد لايجاد حلول للمواضيع العالقة، بينها الملف النووي الايراني وترسيم الحدود مع لبنان. فأطراف المفاوضات النووية تماطل من اجل الابقاء على الوضع كما هو وعدم الوصول الى اتفاق وبالتالي ازالة اي امكان لحل المواضيع الاساسية في المنطقة.
أصبح المسار واضح بخصوص المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، حيث ان المراقبين يقولون ان النمط يبقى نفسه عبر اشاعة اجواء ايجابية من فترو الى اخرى والقول ان الاتفاق اصبح قريبا والامور تُحّل ثم يحصل العكس. وهذا النمط مستمر منذ سنتين، لذلك يمكن التأكيد على بيان الخارجية الايرانية الذي أفاد أن المفاوضات فشلت وليست نهاية العالم.
لكن عندما تفشل مفاوضات بهذا الحجم تُحدّد مستقبل الاوضاع في الشرق الاوسط والعالم يعني أنّ الأمور تتجه الى التصعيد الامني في المنطقة والتدهور الاقتصادي والتصعيد في وجه إسرائيل تحديداً.
تناقض الاجواء يوحي بعدم الاتفاق لان معلومات تسرّبت عن ان الاتفاق فشل في وقت ان الامور تغيّرت يوم الاثنين حيث ان الاتفاق اصبح قريبا مع حل المسائل الخلافية. لكن التطورات لا توحي بامكان الوصول الى اتفاق خصوصا قبل الانتخابات النصفية الاميركية.
توازيا، أشارت مصادر موثوقة الى ان “الحرب الاخيرة على غزة كان لها ثلاث اهداف: التأكد من استعداد الجيش الاسرائيلي للحرب واستعداد المستشفيات في المستوطنات والمدن الاسرائيلي فضلا عن استعداد المواطنين للتوجه تحو الملاجىء وهنا ظهر التقصير الذي سيُعمل على تحسينه”.
واضافت ان “عدم الدخول في حرب مع “حماس” كان هدفه عدم توسّع الحرب عندها ستصبح اكثر دموية ودمارا لان المعادلات ستتغير”.
الى ذلك، تبدأ إسرائيل باستخراج النفط والغاز من حقل “كاريش” في 3 ايلول المقبل ولن تتوقف عن هذه العملية لانها استثمرت الملايين لانجازها ولن تسمح لحزب الله بتهديد هذا المسار، لكن الاخير جدي جدا بتنفيذ تهديداته بعدم السماح للاسرائيلي بالاستخراج والاسرائيلي يدرك خطورة الامر، لذلك يستعد لكل السيناريوهات وبالتالي هذا كان هدف العملية في غزة كـ”بروباغدا” ضد الجبهات الاخرى في وقت ان المفاوضات تفشل ما يحتّم تصعيد الامور في الساحات.
وآخرا وليس أخيرا، الغارات الاسرائيلية على طرطوس مستهدفة مستودعات صواريخ دقيقة عند وصولها وتحضيرها لنقلها الى “حزب الله” من فوق لبنان، يؤشر الى ان الاسرائيلي لن يتنازل عن مطالبه وسيُصعّد أكثر وأكثر مع انتهاء العدّ العكسي لشهر آب وعدم تلقي لبنان الجواب النهائي حول مفاوضات ترسيم الحدود.