كريم حسامي
في ظل تسارع التطورات المحلية، الاقليمية والدولية وتزايد الانهيارات الاقتصادية في كل دول العالم وخصوصا اوروبا والولايات المتحدة حيث يزداد التضخم وتفقر الشعوب اكثر فاكثر وبالتالي تصبح الحياة هناك صعبة جدا بعدما كان يحلم الشباب بالذهاب للعيش وتكوين عائلة.
نبرز ثلاثة تطورات وعوامل حصلت أخيرا تُغيّر مجرى الاحداث:
اولاً، فوز رئيس حزب “الليكود” بنيامين نتنياهو في الانتخابات الاسرائيلية ومساعيه لتأليف حكومة ستكون على الارجح من أكثر الحكومات تطرفاً في تاريخ الدولة العبرية على الرغم ان نتنياهو سيحاول عدم الذهاب نحو هذا الخيار لان العلاقات الاميركية الاسرائيلية ستتوتر اكثر، خصوصا ان الرئيس الاميركي جو بايدن لا يحبذ التعامل مع نتنياهو وكان يفضّل لابيد.
بين الهجمات الاسرائيلية على سوريا من فوق رؤوس اللبنانيين مستهدفة مطارات تقول تل ابيب انها تحتوي على سلاح لحزب الله وضرب صهاريج على الحدود السورية العراقية وتصعيد التوتر الامني في إيران جراء وقوع هجمات من مجهولين ضد مزارات دينية ومؤسسات امنية ومقتل عناصر من “الباسيج” و”الحرس الثوري” جراء هجمات بالاسلحة ضدهم.. كل هذه التطورات تؤشّر الى تصعيد خطير في اوضاع المنطقة في المستقبل القريب والبعيد. الى ذلك، عودة استهداف ناقلات النفط في بحر عمان من مسيرات ايرانية.
ويمكن ربط العامل الاول بالثاني الذي له علاقة بـ”فوز” الديموقراطيين في الانتخابات النصفية بعدما كان الاعتقاد انه سيكون هناك موجة جمهورية حمراء كبيرة، غير انهم فازوا بمجلس النواب، ما يمكنهم من عرقلة جهود ادارة بايدن لتمرير مشاريع داخلية وخارجية. أما فوز نتنياهو، فيشكل ضربة صغيرة لمساعي بايدن من اجل وقف الاستيطان وحل الدولتين حتى لو كانت فقط شعارات.
نقطة تحول في أوكرانيا
ثالثا، انسحاب الجيش الروسي من خيرسون الاوكرانية بسبب الاسلحة الاميركية التي قدمها “البنتاغون” للجيش الاوكراني، ما شكل نقطة تحول في الحرب وكانت روسيا تعبّر عن قلقها من هذه الامدادات لأنها ستٌغيّر مسار الحرب لصالح الاوكرانيين وهذا ما أكّده القادة العسكريين بعد الانسحاب من خيرسون، ان “الاسلحة الاميركية هي التي أجبرت القوات الروسية على الانسحاب واجلاء السكان خوفا من سيناريو أسوأ كتدمير سدّ يؤدي لاغراق المدينة وحشد 30 الف عسكري اوكراني لمعركة خيرسون”.
توازيا مع استغلال اوكرانيا سريعا لحادث سقوط صواريخ من الدفاعات الجوية الاوكرانية في بولندا لتجييش اوروبا اكثر ضد روسيا غير ان هذه المرة فشلت المحاولة فيما لا يزل الرئيس الاوكراني مصرا على اتهام روسيا بعد تأكيد الأميركيين والاوروبيين وجيران أوكرانيا أن اتهام روسيا كان متسرعا.
هذا الاستغلال السريع يبرهنان مثلما قال نائب رئيس مجلس الامن الروسي ديميرتي أعلن الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، أن الهجوم الصاروخي المزعوم على الأراضي البولندية يظهر أن الغرب يقترب من حرب عالمية أخرى.