كريم حسامي
على الرغم من أنّ الأسبوع الأخير من تمّوز الحالي مصيري على الصعيد المالي مع مغادرة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الحاكمية بعد ثلاثين عاماً، إلّا أن التطوّرات سياسياً ورئاسياً على الأهمية نفسها.
إن أردنا وصف الصورة الظاهرة أو القشور، نرى أنّ البلد يضجّ بالمغتربين الذين يستمتعون بوقتهم في الجبال وعلى الشّواطئ، فضلًا عن سماع، في الفترة الأخيرة، نظرة إيجابيّة تجاه الأجواء العامة بسبب ضخّ الأموال السياحيّة.
ولكن لنضع النقاط على الحروف، وإظهار الصورة الواقعيّة:
أوّلاً، البلد من دون مصارف هذا الأسبوع، فجمعّية المصارف قرّرت التصعيد وأولى الخطوات تعليق عمل الموظّفين الذين أصبحوا بخطر جرّاء الاقتحامات الأخيرة. وآخر فصول الاقتحامات اليومية دخول شاب مطالباً بوديعته، فأشهر الموظّف المسدّس بوجهه، في سابقة خطيرة.
ثانياً، انتهاء ولاية سلامة ليل الإثنين-الثلثاء وتهرّب نوابه الأربعة عن تحمّل مسؤولياتهم كما ينص القانون، اي عدم استلام منصوري الحاكمية مكان سلامة، غير أن النواب يهدّدون بالاستقالة قبل أيام من مغادرة سلامة، في وقت من الممكن أن يُصرّفوا أعمال في حال استقالوا وفي الحالتين، إذا استقالول أو لا، فنتيجتها ارتفاع الدولار أكثر وزيادة في الفوضى المالية.
ثالثاً، العمل على انهاء منصة “صيرفة” تدريجاً، ما يؤدي الى تغيّر آخر في تركيبة البلد المالية والنقدية.
أما رابعاً وسياسياً، والأهم هو مرحلة ما بعد اللقاء الخماسي في الدوحة وازدياد ترشيح قائد الجيش جوزف عون للرئاسة.
ساعة الصفر
في السياق، تفيد عدّة مصادر سياسية مطلعة أن “مرحلة الجدّ بدأت بعد اللقاء الخماسي، حيث وُضعت المبادرة الفرنسية جانباً”، مضيفة أن “المبعوث الفرنسي جان لودريان سيأتي الى لبنان لطرح أفكار جديدة طرحتها الدول في اللقاء الخماسي، على رأسها الولايات المتحدة وقطر”.
وأكدت أنّ ” ساعة الصفر في مواجهة خيار “حزب الله” تبدأ لحظة وصول لودريان وطرح المبادرة أو الأفكار الجديدة حيث التشدّد سيكون أهم عناصرها مع التهديد باقتراب فرض العقوبات على المعرقلين”.
التنقيب عن الغاز
توازياً، تُعتَبر القطبة المخفية في كل هذه التطورات اقتراب موعد التنقيب عن النفط في المياه اللبنانية حيث يتم تقسيم المغانم بين الدول ضمن تسوية تشمل حاكم المصرف ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والتعيينات العسكرية والقضائية. فالجهود لانطلاق التنقيب بدأت مع وصول المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط عاموس هوكشتين، الى لبنان لوضع حجر الأساس على عملية التنقيب، فضلاُ عن زيارة وفد فرنسي من شركة “توتال”، اليوم، القسم الذي سيستقبل سفينة التنقيب في مرفأ بيروت.