أخبار عاجلة

مسلسل “ع أمل”.. حالة استثنائية في الدراما اللبنانية!

ايلي حنّا

يحتدم السباق في شهر رمضان من كل عام على المسلسل الذي سيحقق أعلى نسبة مشاهدة، لكن خلافاً للعادة، غابت المسلسلات اللبنانية لتحل مكانها الدراما المشتركة، والدراما السورية التي أثبتت نفسها على الساحة، لكن مسلسل “ع أمل” ومنذ اليوم الأول حجز لنفسه المرتبة الأولى دون منازع.

وككل عام، هناك أعمال يُشهد لها بحرفيتها ودقة توصيلها للرسائل التي تدخل إلى عمق المجتمع، ومن بينها مسلسل “ع أمل”، الذي بقصته الرائعة للكاتبة نادين جابر إستطاع أن يدخل إلى كل بيت لبناني يعيش أم لا حالة العنف ضد النساء.

فالعنف لا زال آفة تهدّد الأمن الإجتماعي، سواء كان  لفظيًا، جسديًا أم معنويًا، وهذا ما سعت الكاتبة نادين جابر لإظهاره من خلال محاولة قتل سهاد حلم (الممثلة ماغي بوغصن) لإستعادة “شرف” العائلة من قبل أخوها سيف حلم (الممثل عمار شلق) والسبب وراء ذلك فقط لأنها قررت أن تحقق ذاتها من خلال دراسة الصحافة لتصبح مذيعة مشهورة.

لكن هذا الحلم لم يتحقّق إلا بعد قصة معاناة مضرّجة بذكريات قاسية، ومسافة كبيرة تفرّقها عن إبنتها “ملاك” التي بقيت في كفر حلم مع أبيها والعائلة، كما قيامها بعمليات تجميل لوجهها بعد أن شوهها سيف.

يسار حرب أو سهاد حلم، كم تشبهين نساء مناضلات، يكافحن كل يوم لتحقيق أحلامهن، كم تشبهين واقع المرأة اللبنانية التي تكافح كل يوم بين عملها وعائلتها، كم تشبهين نساء كثيرة كانوا يريدون أن ينجرفوا خلف أحلامهم ولكن المانع الوحيد كان العادات والتقاليد و”حكي الناس” في مجتمع ضيق يعرف فقط أن يتكلم عن الفتاة في حال تريد أن تفعل شيء أو أن تغير شيء خاطىء في المجتمع، ولا يعرف أن يتكلم مثلاً عن انجازاتها أو تميزها بمجال معين.

مسلسل “ع أمل” لخص واقع نعيشه كل يوم، نعم ما زال هناك نساء يتعرضن للعنف ويسكتن تحت حجة الطاعة العمياء للزوج، نعم ما زال هناك رجال يتمسكون بالعادات والتقاليد والقيم على الرغم من إنفتاح العالم وميله للحريات الفردية، نعم ما زال هناك نساء مصيرهن كرهف فقط لأنهم يريدون أن يختاروا الشريك المناسب لهم، نعم ما زال هناك نساء كيسار يدفعون الثمن فقط لأنهم حلموا، نعم هناك فتيات كريا يُفرض عليهم الحجاب، ويحرمون من حقهم في التعلّم لأن مكان المرأة في المنزل إلى جانب عائلتها وزوجها.

مسلسل “ع أمل” قدم واقعاً على المجتمع تغييره، واقعًا مليء بالتناقضات، واقعًا مؤلم، ظالم لا يرحم المرأة.

في الختام، نتوجّه بالشكر للكاتبة المبدعة نادين جابر والمنتج جمال سنان والمخرج رامي حنا والممثلين المبدعين خاصةً القديرة ماغي بوغصن، على تشكيلكم حالة استثنائية في مسلسل “ع أمل”، سواء على صعيد إختيار الممثلين، والسيناريو المتماسك، ومهارة الإبداع، وصدق المشاعر، وإعطاء الفرصة للممثلات الشابات بإظهار مواهبهن مثل الممثلة ماريلين نعمان، جوي حلاق، ريان حركة، ومابيل طوق.

“وع أمل” تحقيق العدالة وإنصاف المرأة، لأخذ حقوق من قُتلت على يد زوجها، أبيها، أو أخيها.

عن admin

شاهد أيضاً

بكين تتهم رئيس تايوان الجديد بدفع الجزيرة إلى الحرب

اتهمت وزارة الدفاع الصينية رئيس تايوان الجديد لاي تشينغ-تي بدفع الجزيرة نحو الحرب. وقال المتحدث …